اختار العشرات من الأفغان الموجودين في الإمارات، والذين أُجْلوا من بلدهم بعد سيطرة طالبان على السلطة بأفغانستان، العودة إلى بلادهم ودعم عائلاتهم، بعد أشهر من الانتظار دون تحقق الوعود التي أعطيت لهم بالدخول إلى الولايات المتحدة.
صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية نقلت في تقرير نشرته الخميس 17 مارس/آذار 2022، عن أحد الأفغان الذين أُجلوا، والذي عمل بمطار كابول، في مقابلة من أفغانستان، التي عاد إليها الأسبوع الماضي، قوله: "إنَّ المسؤولين العسكريين الأمريكيين وعدوه بإيوائه في الولايات المتحدة مقابل مساعدته في جهود الإجلاء".
تضيف الصحيفة الأمريكية أنه غالباً ما كان الأفغان النازحون هم العائل الأساسي للأسر الممتدة التي تُرِكَت وراءهم، وكانوا يأملون بدء العمل بسرعة؛ من أجل إرسال الأموال إلى الوطن.
آلاف الأفغان ينتظرون في الإمارات
حسب الأفغاني الذي حاورته الصحيفة الأمريكية، فإنَّ عائلته بأفغانستان نفدت مدخراتها في أثناء انتظار أنباء عن قضيته بينما يقيم بمخيم الأفغان في دولة الإمارات، والذي صار الآن موطناً مؤقتاً لآلاف الأشخاص الذين أُجلوا.
تابع: "كان عليّ العودة، بسبب عائلتي. لقد مر ما يقرب من سبعة أشهر. ليس لدى عائلتي ما تأكله. من سيُطعمهم؟"، وقال إنه أبلغ المسؤولين الأمريكيين بذلك. كان يعمل في مطار كابول عندما سقطت المدينة، ولم يتمكن من المغادرة لاصطحاب أسرته معه.
لمغادرة المعسكر، قال إنه طُلِب منه التوقيع على ورقة تفيد بأنه لن يتعرض للخطر في أفغانستان، على الرغم من أنه يخشى أن تلاحقه طالبان بسبب عمله مع الولايات المتحدة، ثم اختفائه لمدة ستة أشهر.
كما أضاف: "أخبرتهم، بالطبع بأنَّ حياتي ستكون في خطر. لكن قالوا، لا يمكنك الذهاب إلا إذا وقّعت عليها. لذلك لم يكن لديّ خيار آخر".
العشرات اختاروا العودة إلى أفغانستان
رفضت وزارة الخارجية الأمريكية الكشف عن عدد الأفغان الذين تطوعوا لإعادتهم إلى أفغانستان، ونصحت بالاتصال بالإمارات العربية المتحدة للحصول على معلومات. ولم تُعلِّق أيضاً على شرط التوقيع على إعلان بشأن المخاطرة قبل المغادرة.
إذ قالت وزارة الخارجية الأمريكية: "لقد شجعنا الأفغان في مدينة الإمارات للخدمات الإنسانية على عدم العودة إلى أفغانستان، بينما نكمل الاستطلاعات بين المسافرين المتبقين لتحديد أهليتهم للسفر إلى الولايات المتحدة أو ربما إلى دولة ثالثة".
كما أضافت: "لا تزال الولايات المتحدة في محادثات نشطة مع الشركاء الثنائيين والدوليين حول إعادة التوطين في بلد ثالث لأولئك الأفغان الذين قد لا يتمكنون في النهاية من السفر إلى الولايات المتحدة".
بينما قال الأفغاني، الذي عاد إلى وطنه بعد إجلائه لدعم أسرته، إنه كان جزءاً من مجموعةٍ قوامها نحو 45 أفغانياً آخرين غادرت الأسبوع الماضي. وهو يحتمي الآن في منزل أحد أقاربه مع زوجته وبناته؛ خوفاً من أن تأتي طالبان بحثاً عنه. وأوضح: "ليس لدي عمل ولا راتب ولا مستقبل للأسف".
احتجاجات على الأوضاع بالمخيمات
فيما ظل آلاف الأفغان ينتظرون لمدة ستة أشهر في المخيم المُؤمَّن بإحكام والمعروف باسم مدينة الإمارات الإنسانية في الإمارات العربية المتحدة، على أمل السماح لهم بدخول الولايات المتحدة بعد الهروب من أفغانستان على متن رحلات الطيران العسكرية الأمريكية والخاصة.
في شهر فبراير/شباط الماضي، اندلعت احتجاجات على الأوضاع هناك، التي شبّهها اللاجئون بالسجن بسبب القيود المفروضة على الحركة ونقص المعلومات حول قضاياهم.
أُنشِئ المخيم الإماراتي في البداية لإيواء الأفغان لأسابيع. لكنه أصبح محطة في طريق غير محددة لما يقرب من 10000 شخص يفتقرون إلى الوثائق للسفر إلى الولايات المتحدة.
فيما قال أحد النازحين في المخيم: "ليس هناك أمل نستيقظ عليه. إذا استيقظت في السجن، فأنت تعلم على الأقل [متى سيُطلَق سراحك]. لكن هنا لا تعرف متى ستخرج، ولا بمن تتصل لطلب المساعدة".