قالت السلطات الملاحية في بنما، الأربعاء 16 مارس/ آذار 2022، إن ثلاث سفن ترفع علم البلاد أصيبت بصواريخ روسية في البحر الأسود منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر لأسبوعه الرابع، فيما تتصاعد حدة التوتر بين روسيا والغرب مع سقوط مدنيين جدد ضحايا لقصف روسي على مدن أوكرانية.
أضافت في بيان أن واحدة من هذه السفن غرقت، لكن دون الإبلاغ عن ضحايا، فيما ما زالت السفينتان الأخريان طافيتين رغم الأضرار.
وقال مدير سلطة الملاحة البحرية في بنما نورييل أراوث: "نعلم أن ثلاثاً من سفننا هوجمت بصواريخ روسية لكن أفراد الطواقم كلهم سالمون"، فيما لم تحدد سلطة الملاحة الأوقات التي أصيبت فيها السفن بالضبط.
وقال أراوث إن ما لا يقل عن عشر سفن أخرى ترفع العلم ما زالت عالقة في البحر الأسود، مضيفاً أن البحرية الروسية تقيد مغادرة السفن المنطقة.
وبنما صاحبة أكبر عدد من السفن المسجلة التي ترفع علمها في العالم؛ إذ يتجاوز العدد ثمانية آلاف سفينة بحسب سلطة الملاحة.
اقرأ أيضاً
مقتل مدنيين في قصف روسي
يأتي هذا فيما تصاعد الغضب الدولي من الغزو الروسي لأوكرانيا، الخميس، بعدما قال مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون إن القوات الروسية قتلت مدنيين ينتظرون في طابور للحصول على الخبز وآخرين يحتمون في مسرح.
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب، في تصريحات قال الكرملين إنها "لا تغتفر"، وأصر على أن الحرب في أوكرانيا تمضي وفقاً للخطة، وسط أحاديث عن تسوية في محادثات السلام.
فيما لم تسيطر موسكو بعد على أي من المدن الأوكرانية الكبرى رغم شنها هجوماً هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وفر أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني وقتل الآلاف مع دخول الحرب أسبوعها الرابع.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن القوات الروسية ألقت قنبلة قوية على مسرح في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب البلاد؛ مما أدى لسقوط عدد غير معروف من الضحايا وحصار الكثيرين من المدنيين. ولم يتسنّ لرويترز التحقق بشكل مستقل من المعلومات.
كما وزعت شركة ماكسار تكنولوجيز، وهي شركة أمريكية خاصة، صوراً التقطت بالأقمار الصناعية، قالت إنها حصلت عليها في 14 مارس/آذار وتظهر كلمة "أطفال" مكتوبة بالروسية بخط كبير على الأرض خارج المبنى.
ووفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كان المسرح يؤوي ما لا يقل عن 500 مدني.
وقالت بلقيس والي من المنظمة الحقوقية: "يثير هذا مخاوف كبيرة إزاء الهدف الذي كان مقصوداً في مدينة؛ المدنيون فيها محاصرون بالفعل منذ أيام، وحيث الاتصالات والكهرباء والمياه والتدفئة مقطوعة بشكل كامل تقريباً".
فيما تنفي موسكو استهداف المدنيين، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن قواتها لم تقصف المبنى.
وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع، الخميس، أن 13 حافلة تقل نحو 300 لاجئ من ماريوبول وصلت إلى منطقة روستوف الروسية.
وقالت السفارة الأمريكية في كييف إن القوات الروسية قتلت عشرة أشخاص بالرصاص كانوا ينتظرون في طابور للحصول على الخبز في تشيرنيهيف شمال شرقي العاصمة الأوكرانية. ونفت روسيا الهجوم ووصفت الواقعة بأنها خدعة.
وأمرت محكمة العدل الدولية، محكمة الأمم المتحدة العليا التي تنظر الخلافات بين الدول، روسيا الأربعاء بوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا على الفور، قائلة إنها "قلقة للغاية" حيال استخدام موسكو للقوة.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي، الجمعة، على مشروع قرار صاغته روسيا بشأن وصول المساعدات وحماية المدنيين في أوكرانيا، لكن دبلوماسيين يقولون إن الإجراء سيفشل لا محالة؛ لأنه لا يدعو لإنهاء القتال أو سحب القوات الروسية.