بدأت دعوات علنية للقتال مع روسيا ضد أوكرانيا تنتشر على نطاق واسع بين الموالين لنظام بشار الأسد في سوريا، وذلك بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن فتح الباب أمام من وصفهم بـ"المتطوعين"، للانضمام إلى جيشه في أوكرانيا.
موقع فيسبوك تحوّل إلى محطة أولية لمن يرغب من سوريا في القتال لجانب الجيش الروسي، ونشرت صفحات كبيرة موالية للنظام إعلاناً يشرح كيفية "التطوع" والتقديم للقتال إلى جانب الروس، وتضمن الإعلان بنداً يتحدث عن الحصول على الأموال "مقابل التطوع".
العديد من الصفحات التي تعمل تحت أنظار أجهزة المخابرات التابعة للنظام، تداولت المنشور نفسه الذي يدعو للقتال بجانب الروس، وحددت عدداً من الخطوات من بينها، التوجه إلى "مراكز شعب التجنيد سوريا، وتقديم طلب للقتال هناك"، ولم يتسن لـ"عربي بوست" التأكد من أن شُعب التجنيد التابعة لجيش النظام تستقبل هذا النوع من الطلبات.
يزعم الإعلان أيضاً أن "الحكومة الروسية ستقدم مبلغ 1500 يورو شهرياً كبدل للتطوع"، إضافة إلى تكفلها بـ"بمصاريف اللبس والطعام والطبابة، وتقديم تعويض لمن يُصاب".
لم توضح الصفحات الموالية للنظام من الجهة التي وضعت هذه المطالب، إلا أن منشوراتها حظيت بتفاعل وكتب مستخدمون موالون الكثير من الأسئلة حول القتال في أوكرانيا بجانب الروس.
في مجموعات فيسبوك بدت الدعوات للقتال مع الجيش الروسي ضد أوكرانيا أكثر تنظيماً، وبحسب ما رصده "عربي بوست"، فإن حسابات بأسماء تبدو مستعارة نشرت عروضاً حول الذهاب لأوكرانيا وطلبت من الأشخاص الذين يستفسرون عن "التطوع" التحدث عبر الرسائل الخاصة.
إحدى أبرز المجموعات التي تضمنت إعلانات للقتال في أوكرانيا لجانب الروس تُسمى "فرصة عمل مع الأصدقاء الروس"، وتوجد بداخلها حسابات لأشخاص كتبوا أسماءهم بلغة روسية لكنهم يكتبون بالعربية.
أحد هذه الحسابات شخص كتب بالروسية اسم "علي محمد"، وطلب بأن يتم التوجه إلى السفارة الروسية في دمشق للتقديم على طلب "التطوع" للقتال بأوكرانيا.
شارك هذا الحساب مع الآخرين عنوان السفارة الروسية في دمشق ونشر خريطة من موقع "جوجل ماب" يُظهر مكانها، وتحدّث عن أن "الفيلق الخامس" في جيش النظام عادة ما يقدم الأموال للمنتسبين من الأموال الروسية، بحسب زعمه.
حساب آخر باسم "محمد المصري"، يعرض على أعضاء المجموعة عملاً مع القوات الروسية في أوكرانيا لحماية المنشآت هناك.
زعم الحساب أن المقاتل سيحصل على "1800 دولار"، وأن مدة العقد 6 أشهر، وأن على المتقدمين أن يكونوا بين سن 20 إلى 48 عاماً، وأن يكون لديهم خبرة في حمل السلاح.
كان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد قال للصحفيين، الجمعة 11 مارس/آذار 2022، إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لفت إلى أن "معظم الأشخاص الذين يرغبون وطلبوا (القتال) هم مواطنون من دول في الشرق الأوسط وسوريون".
مصادر خاصة لـ"عربي بوست" تحدثت شريطة عدم ذكر أسمائها، أكدت الجمعة 11 مارس 2022، أن "مجموعة من المرتزقة السوريين في مناطق النظام، مرتبطة بميليشيا (فاغنر الروسية)، غادرت إلى روسيا، الأسبوع الماضي جواً من قاعدة (حميميم) الجوية الروسية، في اللاذقية، وعدد عناصرها نحو 35 عنصراً، لمشاركة القوات الروسية في الحرب الدائرة ضد أوكرانيا".
أضافت المصادر أن التطوع بالقتال لجانب روسيا سيكون مقابل رواتب مالية شهرية (1500 دولار شهرياً)، ولفتت أيضاً إلى أنه قبل أيام، أجرى قائد ميليشيا (الدفاع الوطني) نابل العبد الله في ريف حماة اجتماعاً خاصاً مع قادة روس في قاعدة حميميم، وحصل على موافقة بتسجيل قوائم للسوريين الراغبين في القتال مع القوات الروسية في أوكرانيا.
قناة "روسيا اليوم" كانت قد نشرت يوم 9 مارس 2022، مقطع فيديو من مدينة السقيلبية بحماة، وأظهرت مقاتلين يرتدون لباس جيش النظام ويحملون أسلحة ويلوحون بالعلم الروسي، كما رسموا على حافلاتهم الحرف "Z" الذي ترسمه القوات الروسية على مركباتها في أوكرانيا.
كذلك أظهر مقطع فيديو مقاتلون مسلحون يحملون صور بوتين ويهتفون لبشار الأسد.
كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال إن روسيا تستعين بمن وصفهم "مرتزقة من سوريا"، للقتال بجانبها في أوكرانيا، وأضاف: "نحن نقاتل عدواً لا يهتم بمقتل الآلاف من جنوده، وجنّد جنوداً من جميع أنحاء روسيا لإلقائهم في جحيم الحرب، والآن جاء بفكرة جلب مرتزقة سوريين ضد الشعب الأوكراني. يجلبون اللصوص من سوريا"، وفق تعبيره.
يُذكر أن روسيا أطلقت في 24 فبراير/شباط ا2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
تشترط موسكو لإنهاء عمليتها العسكرية تخلي كييف عن أي خطط من شأنها الانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، واتخاذ موقف الحياد التام.