استخدم الناس الأساليب المرئية لتمثيل المعلومات وتنظيمها وفهمها منذ العصور القديمة. وفي السبعينيات، طور الباحث توني بوزان ما يعرف بإسم "الخرائط الذهنية" التي تشبه العنكبوت أو الشجرة لإظهار العلاقات بين الأفكار وحل المشكلات بشكل خلاق وتذكر الأشياء بشكل أفضل.
سنتعرف في هذا التقرير على الخرائط الذهنية واستخداماتها وخطوات القيام بها يدوياً أو عبر التطبيقات.
ما هي الخرائط الذهنية؟
الخرائط الذهنية هي طريقة من طرق العصف الذهني وأداة تفكير مرئي تساعد على هيكلة الأفكار بصرياً للمساعدة في تنظيم المعلومات وتحليل الأفكار الجديدة وفهمها بشكل أفضل.
على عكس تدوين الملاحظات التقليدي أو النص الخطي، تعتمد الخرائط الذهنية على الرسم التخطيطي ويتم تنظيم المعلومات من خلالها بطريقة تشبه إلى حد كبير كيفية عمل عقلك بالفعل.
ونظراً لأنها نشاط تحليلي وفني على حد سواء، فإنها تشرك عقلك بطريقة فعالة بالإضافة إلى كونها ممتعة وليست مملة.
يمكن للخريطة الذهنية أن تحول قائمة طويلة من المعلومات الرتيبة إلى رسم بياني ملون يسهل تذكره ومنظم للغاية بشكل يتماشى مع طريقة عقلك الطبيعية في التفكير بالأشياء.
استخداماتها كثيرة ومتنوعة
الخرائط الذهنية مثالية لـ:
- العصف الذهني وتصور المفاهيم.
- تقديم الأفكار وتوصيلها.
- مصممي الرسوم.
- إدارة الاجتماعات بشكل أكثر فعالية.
- كتابة التقارير.
- تبسيط المهام وإدارة المشاريع.
- كتابة المقالات.
- تدوين الملاحظات في محاضرة والتركيز على أهم النقاط أو الكلمات الرئيسية.
- تحفيز التفكير الإبداعي وإيجاد حلول للمشكلات.
- مراجعة المعلومات استعداداً للاختبار أو الامتحان.
قوة الصور هي التي تميز الخرائط الذهنية عن غيرها من طرق التفكير
في عام 1970 نشرت مجلة Scientific American بحثاً قام به العالم رالف هابر الذي أظهر أن دقة التعرف على الصور عند الأفراد تتراوح بين 85 و 95%. وهذا ما يؤكد الاقتباس المشهور: "الصورة تساوي ألف كلمة".
نحن نربط الصور ونتذكرها لأنها ترتبط بمجموعة كبيرة من مهارات الدماغ، وخاصة الخيال. كما يمكن أن تكون الصور أكثر تحفيزاً من الكلمات، وأكثر دقة وفعالية في إثارة مجموعة واسعة من الارتباطات في الذاكرة، وبالتالي تعزيز التفكير الإبداعي والذاكرة.
كل ما سبق يجعل الخرائط الذهنية أداة مناسبة للتفكير والتحليل بشكل فريد، إنها لا تستخدم الصور، إنها صورة بحد ذاتها.
هل رسم الخرائط الذهنية فعال؟
عندما كان تدوين الأشياء أكثر تكلفة واستهلاكاً للوقت استخدم الإغريق والرومان تقنية تصور تسمى loci لحفظ الأشياء التي يحتاجون إلى تذكرها، مما يسمح لهم بتذكر كميات كبيرة من المعلومات.
تعد الخرائط الذهنية أسلوباً مشابهاً لتلك الطريقة، وكما كتب دبليو مارتن ديفيز في دراسته التي حملت عنوان "رسم خرائط المفاهيم، والخرائط الذهنية وخرائط الحجج"، فإنها توفر نفس الفوائد للحفظ والاحتفاظ بالمعلومات.
كما تشير دراسة لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية في عام 2008، إلى أن الطلاب الذين يستخدمون الخرائط الذهنية قد ترتفع درجاتهم بنسبة 12٪.
وقد ثبت أن رسم الخرائط الذهنية مفيد لطلاب عسر القراءة والتوحد الذين يعانون من توضيح لغتهم المنطوقة و/أو المكتوبة، واتباع التعليمات، وضعف التركيز وتنفيذ المهام التحليلية أو المنطقية.
كيف تبدأ برسم الخرائط الذهنية؟
1) اكتب أو ارسم الفكرة الموضوع المركزي أو الفكرة الرئيسية في وسط صفحتك. ومن الأفضل أن تكون بشكل أفقي مما يعطيك مساحة أكبر للتوسع بأفكارك.
2) استخدم الخطوط والسهام وفقاعات الكلام والفروع والألوان المختلفة كطرق لإظهار الصلة بين الفكرة المركزية الرئيسية وأفكارك التي تتفرع عنها.
3) اختر ألواناً متعددة لترمز إلى أشياء مختلفة.
4) كرر نفس العملية للموضوعات الفرعية مع ربط كل منها بالموضوع الفرعي المقابل.
5) اجعل تسميات الموضوعات قصيرة قدر الإمكان، كلمة واحدة أو كلمتين أو صورة فقط.
برامج وتطبيقات للخرائط الذهنية
أصبحت برامج وتطبيقات رسم الخرائط الذهنية متاحة بشكل كبيرة ومزايا مختلفة. حتى إن هناك بعض التطبيقات المجانية ذات القدرات العالية التي تسمح بالتفاعل الافتراضي الآني، وتبادل الأفكار والمناقشة، ومراجعة الخريطة من قِبَل مستخدمين آخرين، واستخدام السبورة البيضاء والرسم الحر أثناء الاجتماعات أو العروض التقديمية.
عادة ما تكون هذه التطبيقات سهلة الاستخدام وتتوفر بشكل مجاني أو مدفوع. كما أنه من السهل تعديلها وتحديثها وتنزيلها كملف PDF، أو باستخدام عدد من التنسيقات الأخرى.
قد يهمك أيضاً، مُخطط "عظم السمكة".. يساعدك على التنبؤ بالمشكلات وأسبابها، واستخدمته شركة Mazda لتطوير سياراتها.