قال مسؤولون من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، الخميس 10 مارس/آذار 2022، إن كوريا الشمالية استخدمت في الآونة الأخيرة ما سيكون أكبر منظومة صواريخ باليستية عابرة للقارات تملكها بيونغيانغ في عمليتي إطلاق سريتين؛ مما قد يمهد الطريق لاستئناف اختبارات الصواريخ طويلة المدى، في وقت يركز فيه العالم أنظاره إلى الحرب الروسية على أوكرانيا.
ووصفت واشنطن تجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بأنها "تصعيد خطير يتطلب رداً عالمياً موحداً"، فيما أصدرت سيول إدانة شديدة وحثت بيونغيانغ على الكف فوراً عن التصرفات التي تزيد من حدة التوتر.
مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قال لوكالة رويترز، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن وزارة الخزانة التي تفرض مجموعة من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب برامجها للأسلحة، ستعلن عن إجراءات جديدة اليوم الجمعة؛ للمساعدة في منع كوريا الشمالية "من الوصول إلى المواد والتكنولوجيا الأجنبية التي تمكنها من إحراز تقدم في برامجها للأسلحة".
وأضاف المسؤول أن هذه الخطوات ستعقبها مجموعة من الإجراءات الأخرى في الأيام المقبلة، وذلك دون التطرق إلى أي تفاصيل عن تلك الإجراءات.
فيما قال فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، ويون إنهما اتفقا على تعزيز العلاقات الثلاثية مع الولايات المتحدة على خلفية تزايد تهديد كوريا الشمالية العسكري.
وأضاف كيشيدا للصحفيين، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب، إن اليابان تدرس أيضاً فرض عقوبات جديدة على بيونغيانغ، إلى جانب خيارات دبلوماسية أخرى.
وفي تجربتي إطلاق يومي 27 فبراير/شباط و5 من مارس/آذار، لم تحدد كوريا الشمالية أنواع الصواريخ المستخدمة، لكنها قالت إنها اختبرت مكونات أقمار صناعية لمراقبة، وقال كيم إنها ستُطلق في وقت قريب لمراقبة النشاط العسكري للولايات المتحدة وحلفائها.
استئناف التجارب بكوريا الشمالية
وجمدت كوريا الشمالية تجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والتجارب النووية في عام 2017 بعد إطلاق أول صواريخها القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، ولم تجر منذ ذلك الحين أيضاً أي تجارب لأسلحة نووية، لكن زعيم البلاد كيم جونغ أون هدد بالعودة إلى تلك التجارب.
يأتي التصعيد في كوريا الشمالية بينما انتخبت جارتها الجنوبية رئيساً جديداً ينتمي للتيار المحافظ.
إذ قال الرئيس المنتخب يون سوك-يول إن الضربات الاستباقية قد تكون ضرورية لمواجهة أي هجوم وشيك من كوريا الشمالية، وتعهد بشراء منظومة الدفاع الجوي الأمريكية ثاد، لكنه أبقى الباب مفتوحاً أمام استئناف محادثات نزع السلاح النووي المتعثرة.
صواريخ وأقمار صناعية
قالت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إنه تم الكشف عن المنظومة الصاروخية المعروفة باسم هواسونغ-17 في أكتوبر/تشرين الأول 2020 خلال عرض عسكري في بيونغيانغ، ثم ظهرت مجدداً في معرض دفاعي في أكتوبر/تشرين الأول 2021 وستكون هواسونغ-17 أطول أسلحة كوريا الشمالية من حيث المدى، ويطلق عليها بعض المحللين اسم "الوحش".
وقال محللون إن التجارب استخدمت على الأرجح مرحلة واحدة من الصاروخ هواسونغ-17، وربما تم تعديل استخدامه للوقود للتحليق على ارتفاعات أقل.
فيما أفادت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية بأن كيم تفقد قاعدة إطلاق الأقمار الصناعية في سوهاي.
وتستخدم المنشأة في وضع قمر صناعي في المدار، لكنها تستخدم أيضاً في اختبار مكونات صاروخية مختلفة، منها محركات الصواريخ ومركبات الإطلاق الفضائية التي يقول مسؤولون كوريون جنوبيون وأمريكيون إنها تتطلب نفس التقنية التي تستخدم في الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وقال المسؤول الأمريكي الذي تحدث لرويترز إن كوريا الشمالية "تستخدم منذ أمد طويل عمليات الإطلاق الفضائية لمحاولة إخفاء التقدم الذي تسعى لإحرازه في برنامجها للصواريخ الباليستية العابرة للقارات".
كما قال تقرير وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم تفقد المنشآت في محطة سوهاي وأمر بتحديثها والتوسع فيها لضمان "إمكانية إطلاق صواريخ مختلفة لحمل أقمار صناعية متعددة الأغراض، منها قمر صناعي للاستطلاع العسكري".
فيما قال أنكيت باندا، وهو باحث أول في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي التي مقرها الولايات المتحدة: "أعتقد أن الكوريين الشماليين يعكفون بالفعل على مجموعة من التقنيات التي لها تطبيقات سواء بالنسبة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات أو الأقمار الصناعية".