اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس 10 مارس/آذار 2022، القوى الغربية بـ"خداع مواطنيها"، مؤكداً أن بلاده ستخرج في نهاية المطاف من الأزمة الأوكرانية أقوى وأكثر استقلالية بعد التغلب على الصعوبات الناجمة عما وصفه بالعقوبات الغربية غير المشروعة، التي قال إنها "كانت ستُفرض على أي حال".
جاء ذلك خلال اجتماع له مع الحكومة، حمّل خلاله الدول الغربية مسؤولية ارتفاع أسعار الطاقة.
فيما ذكر بوتين أن الولايات المتحدة "طلبت من إيران وفنزويلا المساعدة في طرد روسيا من أسواق الطاقة مقابل وعود برفع العقوبات المفروضة عليهما في وقت سابق"، لافتاً إلى أن "أسعار الطاقة بالغرب آخذة في الازدياد، بسبب سوء تقديرهم للمواقف".
أسعار المنتجات البترولية
بوتين أضاف: "إذا استمروا (يقصد الدول الغربية) في افتعال المشاكل وإعاقة تمويل منتجاتنا والتأمين عليها وعرقلة الجانب اللوجستي وتوريد تلك المنتجات، فإن الأسعار التي هي أصلاً باهظة ستستمر في الارتفاع".
في حين أوضح أن ارتفاع أسعار المنتجات البترولية بالولايات المتحدة "لا يرتبط بفرض حظر على واردات النفط من روسيا"، مردفاً: "هم يخدعون مواطنيهم".
في السياق، أشار بوتين إلى أن حصة النفط الروسي في الواردات الأمريكية "لا تزيد على 3%".
حظر أمريكي
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن، الثلاثاء، حظراً على واردات النفط والغاز من روسيا، استكمالاً للإجراءات الرامية إلى فرض قيود على الاقتصاد الروسي.
حينها قال بايدن، في كلمة مصورة: "سنحظر جميع واردات النفط والغاز والطاقة، وهذا يعني أن النفط الروسي لن يصل بعد الآن إلى موانئ الولايات المتحدة".
بينما لفت بوتين إلى أنه لم يكن هناك بديل لما تسميه موسكو "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وأن روسيا ليست الدولة التي يمكنها قبول المساس بسيادتها من أجل مكاسب اقتصادية قصيرة المدى، مردفاً: "هناك بعض المشاكل والصعوبات لكننا تغلبنا عليها في الماضي وسنتغلب عليها".
الأسبوع الثاني للحرب
في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية نهاية أسبوعها الثاني؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دُمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".