يُعد الربو التحسسي أحد أكثر أنواع مرض الربو المزمن شيوعاً؛ لذا فإنَّ معرفة مسبباته قد يصنع لك الفرق بين أن تعيش حياتك كالمعتاد أو أن تصارع عدواً يريد تدمير صحتك كل يوم.
الربو التحسسي وسبب نشأته
وفقاً للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، فإن أي شكل من أشكال الربو يتسبب في انقباض العضلات المُحيطة بجدار القصبة الهوائية، وهو ما يُعرف باسم "التضيق القصبي".
ويؤدي ذلك إلى تقلّص مساحة الممرات الهوائية، ما ينجم عنه معاناة الشخص فجأة من صعوبة في التنفس.
وبالنسبة للربو التحسسي وهو أكثر أنواع الربو شيوعاً؛ حيث يصيب ما يقرب من 60% من هؤلاء المرضى، ويحدث نتيجة لرد فعل تحسسي من مثيرات الحساسية الموجودة في البيئة المحيطة.
لذا، فإنَّ بذل قصارى جهدك في تجنّب مثيرات الحساسية المعروفة لديك يحدث فرقاً كبيراً في منع ظهور أعراض الربو، لكن أحياناً تكون الأقوال أسهل من الأفعال.
إليك ما تحتاج إلى معرفته حول كيفية تحديد مسببات الحساسية المؤدية إلى حدوث نوبة الربو وكيف يساعدك ذلك في الوصول إلى أفضل خطة علاج.
أعراض الربو التحسسي
تتشابه أعراض الربو التحسسي مع أعراض أنواع أخرى من الربو. إذن، ما هو شعور الإصابة بالربو الناجم عن ردّات الفعل التحسسية؟ قد تشمل الأعراض، وفقاً لما ذكرته مجلة SELF الأمريكية ما يلي:
- ضيق في التنفس
- تنفس سريع
- كثرة السعال، خاصةً في الليل
- صعوبة في النوم
- صوت صفير أثناء التنفس
- الشعور بألم وضيق بالصدر
- إعياء
كيف تسبّب الحساسية الربو؟
وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي تحدث الاستجابة التحسسية عندما تحدد بروتينات الجهاز المناعي (الأجسام المضادة) عن طريق الخطأ مادة غير ضارة، مثل حبوب لقاح الأشجار، على أنها غازية.
في محاولة لحماية جسمك من المادة، تلتصق الأجسام المضادة بمسببات الحساسية.
تؤدي المواد الكيميائية التي يفرزها جهازك المناعي إلى ظهور علامات وأعراض الحساسية، مثل احتقان الأنف وسيلان الأنف وحكة العينين أو تفاعلات الجلد.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يؤثر رد الفعل نفسه أيضاً على الرئتين والمسالك الهوائية، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الربو.
المسببات الأكثر شيوعاً للربو التحسسي
يمكن العثور على مسببات الحساسية في كل مكان حولك، يمكن أن تكون هذه في بيئاتك الداخلية والخارجية.
عندما تكون مصاباً بالربو التحسسي، فإن استنشاق هذه المواد المسببة للحساسية يمكن أن يؤدي إلى (تحفيز) الأعراض؛ لذا من المهم أن تعرف ما الذي يمكن أن يحفز الربو لديك حتى تتمكن من التحكم في حالتك.
يمكن أن تشمل المواد المسببة للحساسية التي يمكن أن تسبب الربو التحسسي، وفقاً لموقع Cleveland Clinic الطبي ما يلي:
الوبر: وهو قشور الجلد وعادة ما يكون من الحيوانات الأليفة.
حبوب اللقاح: مادة تأتي من النباتات، وأكثر أنواع حبوب اللقاح شيوعاً التي تسبب الربو التحسسي هي الأعشاب الضارة.
العفن: يوجد عادة في الأماكن التي تحتوي على رطوبة (أقبية)، ينتج العفن جراثيم تدخل الهواء ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالربو.
عث الغبار: صغير جداً وشكله مثل العناكب، يعيش عث الغبار في الأسطح الناعمة لمنزلك (السجاد وأغطية الأثاث الناعمة والملابس)، ويأكلون قشور الجلد التي تتساقطها بشكل طبيعي طوال الوقت، كما أن كلاً من العث نفسه وبرازه هما مسببات الحساسية.
الصراصير: توجد هذه الآفات في العديد من المنازل والمباني الأخرى، ويمكن أن يحدث الربو بسبب البراز واللعاب وأجزاء الجسم الأخرى من الصراصير.
الحساسية الموسمية: كما أنّ بعض الناس يعانون من الحساسية الموسمية، وهي التي تحدث في وقت معين من العام، غالباً ما ترتبط بالربيع بسبب ازدهار العديد من النباتات؛ إذ إنه خلال هذا الوقت من العام، يوجد عدد أكبر من حبوب اللقاح في الهواء مقارنة بالفصول الأخرى (الخريف أو الشتاء).
كما أنّ هناك مسببات للربو غير التحسسي يجب الانتباه إليها مثل التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية والإجهاد والمخدرات وبعض الإضافات الغذائية واستنشاق مواد مثيرة للجهاز التنفسي (على سبيل المثال، المطهرات القوية والعطور الثقيلة أو دخان التبغ أو الهواء الملوث)، وحتى حالة الطقس.
الربو التحسسي وعلاجه
في الحقيقة لا يوجد علاج للربو التحسسي، ومع ذلك، يمكنك التحكم في الأعراض الخاصة بك والحرص على التحكم في بيئتك لتجنب الإصابة به وفقاً لما يلي:
حساسية وبر الحيوانات الأليفة: نأسف لهذه للأخبار السيئة، لكن من الأفضل لك تجنّب اقتناء حيوان أليف، إذا كان لديك واحد بالفعل أو ما زلت تريد مثل هذا الصديق الأليف في حياتك، نوصيك بتنظيفه بانتظام وإبعاده عن غرفة نومك حتى لا يصل بك الحال إلى الاستنشاق المتكرر لكميات كبيرة من الوبر أثناء النوم، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
حساسية حبوب اللقاح: حافظ على إبقاء النوافذ مغلقة خلال أوج موسم الربيع.
حساسية العفن: حاول إزالة أي مياه راكدة في محيط منزلك أو أماكن تسريب داخلية، التي قد تمثّل أرضاً خصبة لنمو العفن، ستحتاج أيضاً إلى مراقبة مستوى الرطوبة في منزلك وإصلاح أي مناطق ملوثة بالعفن وتنظيفها.
حساسية عث الغبار: ستحتاج إلى تقليل الرطوبة داخل منزلك وشراء أغطية فراش ووسائد خاصة مقاومة لعث الغبار، يُفضل غسل ملاءات السرير واللحاف بالماء الساخن بانتظام (مرة واحدة في الأسبوع على الأقل)، كما يُفضل أيضاً إزالة سجاد منزلك، إن أمكن.
حساسية الصرصور: قم بإزالة أي مياه وإزالة بقايا الأطعمة وتخزينها في أماكن لا تستطيع الصراصير الوصول إليها.
خلاصة القول: الربو التحسسي هو حالة شائعة جداً يعاني منها الكثير من الناس طوال حياتهم، على الرغم من عدم وجود علاج لهذا النوع من الربو، فإنه يمكن السيطرة عليه من خلال فهم مسبباته -وتعلّم كيفية تجنّبها- واحرص على إخبار طبيبك عند الشعور بأي أعراض محتملة للربو حتى إذا كنت تعتقد أنَّها مجرّد حساسية موسمية حتى يتسنى لك بدء خطة علاج تتعامل مع المشكلة مباشرةً.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.