حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مما قال إنه تسييس قضايا الطاقة العالمية، وذلك بعد جهد منسق من قِبل الولايات المتحدة والدول الأخرى المصدرة للنفط لمواجهة موسكو التي تشن هجوماً مستمراً لليوم التاسع على أوكرانيا.
تحذير الرئيس بوتين للأمير محمد بن سلمان جاء في اتصال هاتفي جمعهما مساء الخميس 3 مارس/آذار 2022، بحسب بيان للكرملين نقلته صحيفة "The Wall Journal Street" الأمريكية.
من جانبها، كشفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن المملكة العربية السعودية، الزعيم الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، رفضت طلبات الولايات المتحدة لضخ مزيد من النفط للمساعدة في تخفيض أسعار الخام المرتفعة، التي تجاوزت لفترة وجيزة 116 دولاراً للبرميل وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
حيث قال مسؤول أمريكي كبير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن المحادثات رفيعة المستوى مع السعوديين وآخرين كانت تهدف إلى تنسيق وفهم تصرفات بعضهم البعض.
إلا أن ولي العهد كرر رغبة المملكة في الحفاظ على استقرار أسواق النفط، وأشار إلى أهمية الحفاظ على اتفاق بين أوبك بقيادة السعودية وحلفائها في "أوبك" بما فيها روسيا، بحسب ما قالت الوكالة السعودية.
بحسب الصحيفة، فقد كشفت جهود إدارة بايدن لدفع أقرب شركائها في الشرق الأوسط للمساعدة في التخفيف من التداعيات الاقتصادية للغزو الروسي لأوكرانيا، عن نفوذ روسيا المتزايد في المنطقة؛ حيث تظل ممالك النفط في الخليج الفارسي وإسرائيل على الحياد أو تلطيف انتقاداتها لموسكو.
"أوبك" تتجاهل الأزمة الأوكرانية
وقد وافق منتجو "أوبك" على الالتزام بخطط زيادة الإنتاج المتواضعة المقررة سلفاً في أبريل/نيسان 2022، متجاهلين الأزمة الأوكرانية خلال محادثاتهم وغير آبهين بدعوات من الدول المستهلكة لضخ المزيد من الخام في ظل قفزة حادة في الأسعار.
كما قاومت "أوبك" مطالب من الولايات المتحدة ودول مستهلكة أخرى بضخ مزيد من الإمدادات.
تجاوز سعر النفط 110 دولارات هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى في ما يقارب الثماني سنوات؛ إذ ضيقت عقوبات غربية الخناق أكثر على موسكو بسبب غزو أوكرانيا، مما أدى إلى اضطراب في مبيعات النفط من روسيا ثاني أكبر مصدّر للنفط في العالم.
وردعت الإجراءات الغربية الكثير من مشتري الخام الروسي، بل إنها سببت مشاكل في الصادرات من كازاخستان، جارة روسيا والعضو أيضاً في "أوبك+"، المكونة من دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ودول حليفة منتجة للنفط.