يوجد السكر في العديد من الأطعمة التي نتناولها على مدار اليوم ضمن نظامنا الغذائي المعتاد. فهو موجود بنسب مختلفة في الفواكه والحليب وكثير من الأطعمة الطبيعية، كما يُضاف إلى الأطعمة والمشروبات المُصنعة، لمنحها مذاقاً حلواً.
علاوة على ذلك، فهو موجود بكميات متفاوتة في مختلف الصلصات والتتبيلات والأطعمة المالحة، مثل المخبوزات والكاتشب وتتبيلة السلطة والأدوية وغيرها.
لكن نظراً إلى وجوده في العديد من الأطعمة، فإن المعاناة من حساسية السكر قد تكون مزعجة ومؤلمة للغاية، ما يتطلب إجراء التعديلات اللازمة على النظام الغذائي للمصاب؛ منعاً لحدوث اضطرابات وتبعات خطيرة.
نوعيات السكر الموجودة في الطعام
يُعد السكر نوعاً من الكربوهيدرات، وهو يأتي في أشكال مختلفة، يجب على المصاب بحساسية السكر أن يتوخى الحذر عند تناولها، وهي كالآتي بحسب Medical News Today:
- الجلوكوز: وهو المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم.
- سكر المائدة السكروز: أو المادة البيضاء التي نضعها في القهوة ونضيفها إلى وصفات البسكويت. وهو يحتوي على مزيج من الجلوكوز والفركتوز، ويُصنع عادة من قصب السكر أو البنجر.
- الفركتوز: وهو سكر الفواكه الطبيعي.
- اللاكتوز: وهو السكر الرئيسي في الحليب ومنتجات الألبان الأخرى.
يعاني بعض الأشخاص من عدم تحمل أو حتى حساسية مباشرة تجاه أنواع معينة من السكر في صوره الأخيرة.
أعراض حساسية السكر الشائعة
لا ينطوي عدم تحمّل السكر أو حساسية السكر على استجابة الجهاز المناعي التي تحدث مع الحساسية المعتادة مثل حساسية القش مثلاً. ولكن بدلاً من ذلك، يعاني الشخص الذي لا يتحمل سكراً معيناً من عدم القدرة على هضمه أو معالجته.
ويُعد عدم تحمُّل السكر أمراً شائعاً نسبياً، كما قد يتطور عند الشخص فجأة بدون مقدمات، ويساهم في ذلك العوامل الوراثية.
تسبب حساسية السكر، بشكل رئيسي، مجموعة من مشاكل الجهاز الهضمي، والتي تختلف في شدتها من شخص لآخر. فبينما يحاول الجسم هضم السكر، قد يعاني الناس من الأعراض بعد عدة دقائق إلى عدة ساعات من تناول السكر.
لذلك فإن هناك العديد من الأعراض المصاحبة لحالات حساسية السكر والتي تشمل القشعريرة وتقلصات المعدة والتقيؤ.
كما قد يعاني بعض الأشخاص من رد فعل تحسسي شديد يسمى الحساسية المفرطة، والذي يمكن أن يكون مهدداً للحياة، وتشمل أعراضه:
- ضيق في التنفس.
- انتفاخ الشفتين أو اللسان أو الحلق والاختناق.
- قد يصل الأمر للموت إذا لم يتم التدخل الطبي.
كذلك، غالباً ما تؤثر حساسية اللاكتوز والسكريات الأخرى على الجهاز الهضمي؛ وهو ما يؤدي لأعراض مختلفة على المعدة والبطن، بينها: الانتفاخ والغازات والغثيان أو القيء والمغص والإسهال.
الناس الأكثر عرضة للإصابة بحساسية السكر
توضح الأبحاث الطبية بحسب موقع Healthline للصحة والطب، أن الأشخاص الذين ينتمون لخلفيات عرقية معينة يكونون أكثر عرضة لعدم تحمل السكر بإحدى صيغه التي سبق أن أشرنا إليها، وضمن ذلك: الأفارقة والعرب واليونانيون والإيطاليون والآسيويون.
وعلى الرغم من هذا التصنيف فإنه لم يتم التوصل بعد لأسباب احتمالية إصابة هذه الفئات بالتحديد بالحساسية المرتبطة بالطعام دون غيرهم.
كذلك، قد يواجه بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، والداء البطني، واضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية (FGD)، أيضاً صعوبة في هضم بعض السكريات، مثل حساسية الفركتوز وحساسية اللاكتوز.
علاوة على ذلك، قد يكون الشخص الذي لا يتحمل الجلوكوز مصاباً أيضاً بمقدمات السكري أو داء السكري من النوع 2، ويُشاع كذلك أن يكون بين المصابين بحساسية الفركتوز الأشخاص المعرضون أكثر لخطر الإصابة بالفشل الكلوي.
النظام الغذائي الملائم للمصاب بحساسية السكر
إذا كانت لديك حساسية من السكر، فستحتاج إلى تجنب أي شيء يحتوي عليه، وضمن ذلك: المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة الطبيعية والمربى والجيلي والحلويات مثل البسكويت، والحلوى، والآيس كريم، والكيك، وألواح الجرانولا والمقرمشات والخبز بأشكاله وزبدة الفول السوداني.
المُحليات الأخرى التي تحتوي على السكر ستكون محظورة أيضاً على المصاب بحساسية السكر. عليك أن تتجنب: العسل وعصير القصب والصبار ودبس السكر، بحسب موقع Very Well Health للصحة والمعلومات الطبية.
أما إذا كنت تعاني من حساسية اللاكتوز، فابتعد عن منتجات الألبان مثل: الحليب والقشدة والزبدة والأجبان والآيس كريم والحساء والصلصات الكريمية والزبادي واللبن وغيرها.
كذلك، ينبغي الحذر من مصادر السكر المخفية، لأنه -كما أسلفنا- يتم إضافة السكر في العديد من الوصفات والأطعمة المالحة التي لا تتوقعها في العادة مثل: الكاتشب وصلصات الرانش والباربكيو والصلصة الحمراء وبعض الأدوية والعقاقير ومعجون الأسنان.
بخلاف اتباع النظام المخصص للشخص المصاب بحساسية الطعام، فإنه من الضروري للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية بأنواعها أن يحملوا معهم الأدوية اللازمة في جميع الأوقات.
ونظراً إلى أن السكر هو المصدر الأساسي للطاقة للخلايا في الجسم، فإن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية أو عدم تحمل أنواع معينة من السكر سيحتاجون إلى إيجاد طرق أخرى لتزويد أجسامهم بالطاقة، وهي الخطوة التي يجب وضعها مع الطبيب المتخصص الخبير في الصحة والتغذية.