قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء 1 مارس/آذار 2022، إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أمنية مُلزمة قانوناً إذا أغلق حلف شمال الأطلسي "الناتو" الباب أمام احتمالات انضمام أوكرانيا لعضويته، مشدّداً على ضرورة تحرك من وصفهم بالشركاء بشكل سريع.
فرض حظر طيران
فيما حث زيلينسكي، خلال مقابلة في مجمع حكومي شديد الحراسة، أعضاء حلف شمال الأطلسي على فرض حظر طيران للتصدي للقوات الجوية الروسية، قائلاً إن ذلك إجراء وقائي ولا يهدف إلى جر التحالف إلى الحرب مع روسيا.
لكنه أوضح أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغه أن الوقت ليس مناسباً لفرض منطقة حظر طيران.
زيلينسكي أشار إلى أنه يتعين على روسيا أن توقف بشكل كامل قصف المدن الأوكرانية قبل أن تبدأ محادثات جادة لوقف إطلاق النار، بعدما لم تسفر الجولة الأولى من المفاوضات قبل أيام عن تقدم يُذكر.
في حين أضاف زيلينسكي، الذي رفض عروض مغادرة العاصمة الأوكرانية مع تقدم القوات الروسية، أنه إذا سقطت أوكرانيا ستكون القوات الروسية حينها على حدود حلف الناتو.
الدعم الأوروبي
كما طلب الرئيس الأوكراني، في كلمة له عبر الفيديو خلال جلسة طارئة للبرلمان الأوروبية مخصصة لتقديم الدعم لأوكرانيا ضد التدخل العسكري الروسي، الدعم من الدول الأوروبية، من أجل مواجهة التدخل العسكري الروسي ضد بلاده.
فيما أعرب زيلينسكي عن سعادته لما سماه "العمل الجماعي الموحد مع دول الاتحاد الأوروبي"، مشدّداً على مواصلتهم "المقاومة وحماية الحريات في أوكرانيا".
وبعد تشديده في كلمته على تعرض بلاده لـ"احتلال روسي منذ أيام"، أشار إلى تعرض مدينة خاركيف الأوكرانية لهجومين صاروخيين الثلاثاء، وتعرض ميدان الحرية أكبر ميادين أوروبا، لهجوم مكثف.
كذلك أردف قائلاً: "لا يستطيع أحد المساس بحرياتنا، ولن يسحقنا أحد. نحن أقوياء"، مضيفاً: "نريد العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي. اليوم أعتقد أننا أظهرنا ذلك. الاتحاد سيصبح أقوى معنا. لولاكم لكانت أوكرانيا وحيدة، أثبتنا قوتنا. أثبتوا أنكم معنا وأنكم لن تتركونا لوحدنا".
أما بخصوص رده على ما سماها ادعاءات روسية بقصف أهداف عسكرية فقط، أشار الرئيس الأوكراني لمقتل 16 طفلاً في القصف الروسي قائلاً: "نريد أن نرى أطفالنا أحياء. أي طفل يعمل في المؤسسات العسكرية".
جدير بالذكر أنّ كلمة الرئيس الأوكراني شهدت مراراً مقاطعات بالتصفيق من قِبل النواب الأوروبيين.
العملية العسكرية الروسية
يشار إلى أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
كما اتهم الرئيس الأوكراني موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمة ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".