زعمت صحيفة "The Times" البريطانية أن هناك أكثر من 400 مرتزق روسي يعملون في عاصمة أوكرانيا كييف بأوامر من الكرملين لاغتيال الرئيس فولوديمير زيلينسكي وحكومته وتمهيد الطريق لموسكو لتولي زمام الأمور، حسب ما جاء في تقرير نشرته الإثنين 28 فبراير/شباط 2022.
الصحيفة أوضحت أن مجموعة فاغنر، وهي ميليشيا خاصة يديرها أحد أقرب حلفاء الرئيس بوتين وتعمل بصفتها إحدى الأذرع العسكرية للدولة، استدعت مرتزقة من إفريقيا قبل 5 أسابيع في مهمة لقطع رأس حكومة زيلينسكي مقابل مكافأة مالية جيدة، دون أن تعلق موسكو على تلك الأنباء.
"مخربون روس" في كييف
وصلت معلومات حول مهمتهم إلى الحكومة الأوكرانية، صباح يوم السبت 26 فبراير/شباط، وبعد ساعات أعلنت كييف حظر تجول "صارم" لمدة 36 ساعة لإفراغ المدينة بسبب قدوم "مخربين" روس، مُحذِّرة المدنيين من أنه قد يُنظَر إليهم على أنهم عملاء للكرملين وسيعرضون أنفسهم لخطر "التصفية" إذا خرقوا الحظر.
كما أكد مصدر على صلة وثيقة بأنشطة المجموعة للصحيفة البريطانية أنَّ ما بين 2000 إلى 4000 مرتزق وصلوا إلى أوكرانيا في يناير/كانون الثاني. ونُشِر بعضهم في المنطقتين الشرقيتين المتنازع عليهما، دونيتسك ولوهانسك. فيما دخل 400 آخرون من بيلاروسيا وشقوا طريقهم إلى العاصمة.
المفاوضات "مجرد خدعة"
أُخبِر المرتزقة أنَّ بوتين يريد هدنة قصيرة لإظهار أنه يتفاوض مع زيلينسكي، لكنه أكد لهم أنَّ الطرفين لن يتوصلا إلى أي اتفاق وأنَّ هذا الجهد سيكون مجرد "خدعة"، وفقاً لمصدر مقرب من كبار الأعضاء من مجموعة فاغنر.
إذ وافق الرئيس الأوكراني زيلينسكي، يوم الأحد 27 فبراير/شباط، على إرسال وفد للقاء فريق روسي على حدود بيلاروسيا، لكنه أعرب عن شكوكه في جدية موسكو.
في هذه الأثناء، ينتظر المرتزقة إشارة من الكرملين ووُعِدوا بمكافآت ضخمة مقابل أعمال القتل في الأيام القليلة المقبلة وممر آمن للخروج من أوكرانيا قبل نهاية الأسبوع.
اغتيال 23 شخصية في أوكرانيا
بالإضافة إلى زيلينسكي، تحتوي قائمة الضربات الخاصة بهم على 23 شخصية أخرى، بما في ذلك رئيس الوزراء، ومجلس الوزراء، ورئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، وشقيقه فلاديمير، وكلاهما انضم إلى القتال العسكري ضد المهاجمين الروس.
إضافة إلى ذلك، كانت مجموعة فاغنر تُعِد أرضية أوكرانيا تمهيداً للحملة العسكرية، وذلك بالمساعدة في توجيه طوابير المدرعات الروسية إلى كييف وتحديد مواقع الاغتيالات التي سيتمكن المرتزقة من خلالها من قطع رأس الحكومة الأوكرانية والتخطيط لتلك العمليات.
في هذا الصدد، قال الجنرال السير ريتشارد بارونز، القائد السابق لقيادة القوات المشتركة البريطانية، إنَّ مرتزقة فاغنر "فعالون للغاية لأنه من الصعب تحديدهم. ويمكنهم الخروج من الخفاء وارتكاب أفعال عنيفة للغاية ثم الاختفاء مرة أخرى، دون أن يكون واضحاً من المسؤول. وهم غير مرتبطين مباشرة بالحكومة الروسية وبالتالي يمكنها إنكارهم بشكل مقنع".
قتل واعتقال "مخربين"
أسفرت عمليات مطاردة "المخربين" في كييف عن العديد من عمليات القتل والاعتقالات.
عقب تقارير عن اختطاف قوات خاصة روسية لمركبات عسكرية أوكرانية، حذرت السلطات الأوكرانية في مدينة خيرسون الجنوبية من سرقة ألف زي رسمي من أحد المستودعات؛ مما أثار مخاوف من أنَّ المزيد من الجنود الروس سيسعون للتسلل إلى المدن الأوكرانية متنكرين في زي قوات صديقة.
كما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية العثور على مجموعة من الشيشان وهي تتحرك في أنحاء كييف في سيارة إسعاف مخطوفة، و"أطلق ضباط المخابرات العسكرية الأوكرانية النار على بعضهم واحتجزوا البعض الآخر".