أعلنت منظمة تراقب الاحتجاجات أن الشرطة الروسية اعتقلت أكثر من 900 شخص في احتجاجات مناهضة للحرب في 44 مدينة روسية، الأحد 27 فبراير/شباط 2022، مما أدى إلى زيادة عدد حالات الاعتقال منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا إلى أكثر من أربعة آلاف شخص.
جاء ذلك في بيان نشرته مجموعة "أو في دي – إنفو" المعنية بالدفاع عن الحقوق المدنية في تحديث لها يوم الأحد.
فيما تزامنت احتجاجات، الأحد، مع الذكرى السابعة لمقتل المعارض السياسي الروسي بوريس نيمتسوف.
من جهته، قال شاهد من وكالة رويترز للأنباء إن بعض الاعتقالات التي وقعت، الأحد، كانت عشوائية خارج مقر الكرملين في المكان الذي أصيب فيه نيمتسوف بالرصاص.
من أكبر الاحتجاجات الروسية
خلال الأيام الماضية، دفع الخوف بشأن تداعيات هجوم روسيا على أوكرانيا العديد من المواطنين الروس إلى الخروج إلى الشوارع للاحتجاج. وتم اعتقال أكثر من 1700 شخص يتظاهرون ضد الحرب يوم الخميس، في اليوم الأول من القتال.
في حين تعد تلك الاحتجاجات في روسيا هي الأكبر منذ مطلع العام الماضي، عندما ألقي القبض على المعارض الروسي ألكسي نافالني في موسكو بعد عودته من ألمانيا.
بينما تحظر السلطات الروسية المظاهرات دون تصريح، وقد حذرت سابقاً المواطنين من أن المشاركة في الاحتجاجات قد تؤدي إلى توجيه اتهامات جنائية إليهم .
العملية العسكرية الروسية
جدير بالذكر أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول في العالم، ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قُتل أكثر من 130 شخصاً، بينهم مدنيون، في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي.
كما اتهم الرئيس الأوكراني موسكو بمحاولة تنصيب حكومة "دمية" (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد "العدوان".
في المقابل، تقول موسكو إن "العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي"، وحماية الأشخاص "الذين تعرضوا للإبادة الجماعية" من قِبل كييف، متهمة ما سمتها "الدول الرائدة" في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم من وصفتهم بـ"النازيين الجدد في أوكرانيا".
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".