انضم البرتغالي كريستيانو رونالدو رسمياً إلى يوفنتوس الإيطالي، في صفقة لم تكن لتخطر على بال أحد نهاية الموسم 2017/2018.
اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً أغلق صفحةً مضيئةً وممتلئةً بالألقاب مع ريال مدريد الإسباني، ليفتح صفحةً جديدةً في مسيرته رفقة الـ "بيانكونيري".
.@Cristiano https://t.co/vzGBI3d8kh #CR7JUVE pic.twitter.com/UB7BwBdDWe
— JuventusFC (@juventusfcen) July 10, 2018
مخطئ من يعتقد أن "صاروخ ماديرا" سيصل وحده إلى مدينة تورينو (شمال إيطاليا)، إذ سينتقل معه الآلاف وربما من الملايين من المشجعين والمحبين الذين تعلقوا برونالدو خلال مسيرته، محولين قبلتهم من "سانتياغو بيرنابيو" إلى "استاد الآليانز"، لتبدأ رحلتهم في تشجيع "السيدة العجوز".
إن كنتَ من أولئك الذين سيشدون الرحال إلى مدينة تورينو رفقة رونالدو، عليك أن تعرف بعض الحقائق الهامة عن ناديك الجديد.
حقبة المؤسسين الأوائل
في القرن الـ 19 كانت تورينو مدينة مهمشة في الأراضي الإيطالية، لكن الثورة الثورة الصناعية في سبعينات ذلك القرن غيَّرت قدرها. أصبحت المدينة مركزاً لكبار التجار وللصناعات الحديثة. راكم التجار وأصحاب المصانع الثروة، ونتيجة لهذا الازدهار الماديّ تم تأسس أول نادٍ لكرة القدم في المدينة.. نادي يوفنتوس، وذلك في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1897، وكان يطلق عليه اسم "نادي يوفنتوس الرياضي".
وبعد سنتين تم إعلان النادي كفريق كرة قدم فقط، ليكون أول نادٍ إيطاليّ محترف.
التأسيس الحقيقيّ
في القرن الماضي كان سكان جنوب إيطاليا يعانون الفقر والأوضاع المعيشية الصعبة، فيقومون بالانتقال إلى مدينة تورينو الصناعية للحصول على فرص العمل.
وكان هذا الظرف متطابقاً تاريخياً مع نجاح كرة القدم للفرق المحلية. وفي 24 يوليو/تموز 1923، الذي يمثل يوماً مفصلياً في تاريخ اليوفنتوس، استحوذت عائلة آنييلي على ثالث أقدم الأندية الإيطالية. ملاك شركة "فيات FIAT" لصناعة السيارات، رفعوا يوفنتوس إلى قمة كرة القدم الإيطالية والعالمية.
إدواردو آنييلي – والد كلٌ من جياني وامبرتو وجدّ الرئيس الحالي آندريا آنييلي – كان أول رئيس ليوفنتوس من العائلة، ومنذ ذلك الحين والعائلة العريقة تدير كبير إيطاليا.
يوفي هو الزعيم!
36 لقب دوري محلي (سُحب منها 2 في قاعات المحاكم)، 13 لقب كأس إيطاليا، 7 كؤوس سوبر إيطالية، وغيرها من البطولات التي ترفع عدد ألقاب يوفنتوس إلى 67 وتجعل منه زعيم إيطاليا الأوحد.
يحتكر يوفنتوس المنافسات المحلية بفارق كبير عن باقي الأندية الإيطالية. حيث يأتي إنتر ميلان في المركز الثاني بـ 18 لقب دوري، 7 كأس إيطاليا و5 كأس سوبر إيطاليا، ثم يحلّ ميلان في المركز الثالث بـ 18 لقب دوري إيطالي، 5 كأس إيطاليا و6 كأس سوبر إيطاليا.
قصة الأبيض والأسود
من أين جاء "البيانكونيري" أو "الأبيض والأسود"؟
في البداية كان اللونان الوردي والأسود يصنعان قمصان الفريق، ثم عن طريق الصدفة البحتة بدأ لاعبو يوفنتوس بارتداء القمصان البيضاء والسوداء.
لكن أعضاء الفريق اشتكوا أنه مع الغسيل المتكرر للقمصان تصبح الألوان الوردية باهتة، وبدأت رحلة البحث عن جودة أفضل، حينها طلب يوفنتوس من أحد أعضاء الفريق وهو الإنكليزي جون سافاج، بأن يتواصل مع أحد معارفه في إنكلترا، يستطيع أن يرسل قمصاناً جديدة بألوان ثابتة. فأرسل لأحد أصدقائه في مدينة نوتينغهام، والذي كان أحد مشجعي نوتس كاونتي، فأرسل له القمصان البيضاء والسوداء إلى تورينو.
ومنذ ذلك الحين صارت الألوان البيضاء والسوداء تعبر عن روح "يوفي"، ما جعله يحمل لقب "بيانكونيري" – أي الأبيض والأسود باللغة الإيطالية -.
شمس الأساطير لا تغيب
الفرنسي ميشيل بلاتيني، مواطنه زين الدين زيدان، الإيطالي روبيرتو باجيو، وأندريا بيرلو، دينو زوف، جيجي بوفون.. قائمة أساطير يوفنتوس طويلة للغاية، وتمتد منذ تأسيس النادي وحتى قدوم كريستيانو رونالدو.
لكن دائماً وأبداً لا يمكن نسيان أسطورة "السيدة العجوز" أليساندرو ديل بييرو، الذي يعد أكثر من ارتدى القمصان البيضاء والسوداء بـ 750 ظهوراً، وأكثر من سجل بقمصان الفريق بواقع 290 هدفاً. كما استطاع الفوز بجميع الألقاب الممكنة طوال مسيرته مع النادي.
لكن أعظم ما قدَّمه لم يكن الأهداف ولا البطولات، وإنما رفضه لكل العروض المغرية من كبار الأندية العالمية، واستمراره مع كبير مدينة تورينو عندما عوقب بالهبوط إلى الدرجة الثانية، وأكمل مسيرته وعاد بيوفي مرة أخرى إلى دوري الأضواء في موسم 2006/2007.
هل يقدر رونالدو على حجز مكان له في قائمة أساطير يوفنتوس، أم أن اللاعب البرتغالي لن يقدم الكثير لـ "السيدة العجوز"؟