زادت كوريا الشمالية من استعانتها بتقنيات متطورة في عمليات القرصنة الإلكترونية، وسرقة العملات المشفرة، واستخدامها في تبييض الأموال، سعياً إلى التهرب من العقوبات المفروضة عليها وتمويل برامج أسلحتها النووية.
صحيفة The Times البريطانية، قالت الثلاثاء 22 فبراير/شباط 2022، إن تقارير حديثة كشفت أن نظام الزعيم الكوري كيم جونغ أون يجني مئات الملايين من الدولارات في غارة القرصنة الواحدة على بورصات العملات المشفرة، التي يجري فيها تداول العملات الرقمية مثل بيتكوين.
يستخدم النظام الكوري الشمالي أحدث التقنيات التي تساعده في تحويل العملات الرقمية وبيعها دون الكشف عنها.
في هذا الصدد أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن كوريا الشمالية استعانت بفريق القرصنة الإلكترونية، المعروف باسم "مجموعة لازاروس"، في عدد من السرقات الكبرى على مر السنين، ومن أبرزها سرقة البنك المركزي في بنغلاديش.
تقرير صادر عن "مركز الأمن الأمريكي الجديد" (CNAS)، ذكر أن "بيونغ يانغ تزايد اهتمامها باستخدام أحدث الوسائل والمنصات المالية المتطورة، مثل العملات الرقمية وتقنية البلوكتشين، لتعويض خسائره المالية الناجمة عن العقوبات الاقتصادية".
أشار التقرير إلى أن "منظمة الجرائم الإلكترونية" (مجموعة لازاروس) التي تقودها بيونغ يانغ، تحولت من مجرد عصابة من المتسللين الإلكترونيين، إلى جيش بارع من قراصنة الإنترنت، القادرين على سرقة أصول ما تبلغ قيمته مئات الملايين من الدولارات من المودعات الرقمية.
سرقة أموال ضخمة من القرصنة
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أنه منذ سبعينيات القرن الماضي على الأقل، لجأت كوريا الشمالية إلى سلاح الجرائم الدولية للتهرب من العقوبات.
تذهب التقديرات الصادرة عن لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بشؤون كوريا الشمالية، إلى أن قراصنتها شنوا هجمات على مؤسسات مالية وأسواق لتجارة العملات الرقمية في 35 دولة على الأقل، وبلغت أرباحهم نحو ملياري دولار أمريكي.
أيضاً في العام 2014، انتقم فريق "لازاروس" من شركة "سوني" Sony Pictures الأمريكية لإنتاجها فيلماً تضمَّن سخرية من كيم جونغ أون، فاخترقوا حسابات الشركة وغيرها من البيانات ونشروها.
بعد ذلك بعامين، شنَّ الفريق أشهر هجماته، وهي محاولة سرقة مليار دولار من البنك المركزي في بنغلاديش، ومع أن معظم عمليات نقل الأموال إلى حسابات أخرى أُوقفت وقتها، ونجح البنك في استرداد معظم ما سُرق، فإن القراصنة نجحوا في الهرب بمبلغ 63 مليون دولار.
بحلول عام 2017، بدأ خبراء في أمن الإنترنت في اتهام فريق لازاروس الكوري الشمالي بأنه مرتكب عمليات سرقة العملات المشفرة. وفي عام 2018، اتُّهم الفريق بسرقة ما قيمته 230 مليون دولار من عملات البيتكوين والإيثريوم واللايتكوين والدوجكوين من منصة Gate.io لتجارة العملات الرقمية التي تتخذ من الصين مقراً لها.
من جانبها، قدّرت شركة Chainalysis للأمن السيبراني بأن كوريا الشمالية سرقت ما يقرب من 400 مليون دولار في سبع هجمات قرصنة شنتها على منصات العملات الرقمية خلال 2021، وذلك بعد أن بلغ إجمالي السرقات في عام 2019 نحو ملياري دولار.
يُشار إلى أن لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بشؤون كوريا الشمالية، قالت العام الماضي، إن الجرائم الإلكترونية تدعم بسبل مباشرة وغير مباشرة برامج الصواريخ الباليستية والنووية في البلاد.