تعهد راهب هندوسي ببناء دولة هندية بلا مساجد ولا مسلمين ولا مدارس إسلامية، في تصريح يدعو إلى تطهير الهند من المسلمين، جاء ذلك بحسب فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم يكن هذا التصريح الأول من نوعه للراهب الهندوسي الذي يدعى ياتي نارسنغاناند؛ فقد طالب بتطهير الهند من المسلمين في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وذلك خلال مؤتمر في مدينة هاريدوير بولاية أوتار هاند، وألقي القبض عليه بسبب تصريحاته.
ورغم أن قرار إخلاء سبيله يتضمن تعهداً بعدم تكرار الحديث بكراهية ضد المسلمين، أو أي أقلية أخرى في الهند، فإنه عاد وأظهر كراهية كبيرة تجاه المسلمين بعد إطلاق سراحه المشروط بأيام قليلة.
وتعد هذه التصريحات مخالفة لشروط إطلاق سراحه، ولذلك طالب بعض النشطاء بإلقاء القبض عليه، وإعادته للسجن مرة أخرى.
والراهب الهندوسي وأمثاله متهمون من قِبل البعض بأنه السبب في نشر التطرف بين المسلمين والهندوس، إذ إن هذه التصريحات تؤجج التوتر بين الطرفين، وتدعوهما لاستخدام العنف ضد بعضهم، كما تقول الناشطة والباحثة سمية الشيخ.
بالإضافة إلى ذلك تتهم الشرطة الهندية بقتل شاب مسلم تعذيبا في أحد المخافر، وانتشر وسم (#Justiceforzeeshanmalik) على تويتر، للمطالبة بالتحقيق في وفاة الشاب المسلم زيشان مالك، والذي ألقي القبض عليه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بتهمة سرقة علبة سجائر.
موسم العنصرية ضد المسلمين في الهند:
تسارعت خلال الأيام الماضية أحداث الكراهية ضد المسلمين، الذين يمثلون ثاني أكبر ديانة في الهند، ويصل عددهم إلى أكثر من 172 مليون مسلم، ويشكلون ما نسبته 14% من سكان الهند.
فاشتعلت التوترات بين المسلمين والهندوس في الهند الأسبوع الماضي بعد قرار ولاية كارنتاكا حظر ارتداء الحجاب الإسلامي في المؤسسات التعليمية، خصوصاً مع انتشار فيديو لفتاة مسلمة تتعرض لمضايقات من مجموعة رجال هندوس متعصبين وهي في طريقها إلى الكلية.
ففي الإثنين 14 فبراير/شباط 2022، انتشر مقطع فيديو يُظهر إجبار الطالبات المحجبات على خلع الحجاب قبل الدخول إلى المدرسة في الولاية، بينما حاول أولياء أمورهن إقناع المدرسة بالسماح للطالبات بدخول المدرسة بالحجاب دون جدوى.
وطالب محتجون هندوس بحظر الحجاب في المؤسسات التعليمية خارج ولاية كارناتاكا، حيث وصلت هذه الدعوات إلى أكثر ولايات الهند اكتظاظاً، ولاية أوتار براديش.
وفي غمرة هذه الأحداث أصدرت محكمة هندية، الجمعة 18 فبراير/شباط 2022، أحكاماً بالإعدام على 38 مسلماً، بعد أن وجهت لهم تهماً بتنفيذ تفجيرات أحمد آباد في غرب البلاد عام 2008، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 56 قتيلاً ومئتي جريح، ضمن أحداث شغب شهدتها الولاية، واستمرت لأعوام وأوقعت مئات القتلى من المسلمين.
يُذكر أن هذه الاضطرابات من المرجح أن تؤدي إلى تعزيز جهود الحزب القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا في أقصى الشمال، في ولاية أوتار براديش، بحسب مجلة الـ "Foreign Policy".