الإمساك عند الحامل من أكثر المشاكل شيوعاً التي قد تبدأ في الشهر الثاني أو الثالث في الحمل وقد تستمر حتى الولادة.
يُعرَّف الإمساك خلال فترة الحمل بأنه انخفاض معدل التغوط إلى ما دون ثلاث مرات أسبوعياً، مما يسبب شعوراً مزعجاً بالانتفاخ وآلاماً في البطن وصعوبة عند الإخراج.
تصاب حوالي 16 إلى 39٪ من النساء بالإمساك خاصة في الثلث الثالث من الحمل، عندما يكون الجنين أثقل وزناً ويضع ضغطاً أكبر على الأمعاء، وفقاً لما ذكره موقع Cleveland Clinic.
تعرفي معنا في هذا التقرير على أسباب الإمساك عند الحامل وطرق علاجه وبعض النصائح لتجنبه أو التخفيف منه.
اقرأ أيضاً
أسباب الإمساك عند الحامل
تصاب العديد من النساء الحوامل بالإمساك خلال الحمل لأسباب مختلفة منها التغيرات الهرمونية وزيادة هرمونات البروجسترون التي ترخي عضلات الأمعاء؛ مما يؤدي إلى بطء حركة الطعام والفضلات في الأمعاء.
بالإضافة إلى ذلك يعتبر تغير العادات اليومية عند المرأة في هذه الفترة سبباً شائعاً للإمساك؛ إذ إن معظم النساء الحوامل لا يأكلن ما يكفي من الألياف أو يشربن كمية كافية من الماء أو يمارسن تمارين كافية لمساعدة جهازهن الهضمي على إخراج الفضلات من الجسم.
كما أن نمو الجنين يجعل الرحم أثقل. ويمكن أن يؤدي هذا الوزن الزائد إلى زيادة الضغط على أمعائك، مما يجعل من الصعب إخراج الفضلات من جسمك.
وتساهم أقراص الحديد التي يصفها الأطباء عادة للنساء في فترة الحمل لتعويض نقص هذا المعدن، أحياناً في حدوث الإمساك.
يساعد الحديد جسمك على إنتاج الدم اللازم لتوزيع الأوكسجين في جميع أنحاء جسمك وجسم طفلك. إلا أنه قد يجعل من الصعب على البكتيريا الموجودة في أمعائك تكسير الطعام. ويؤدي عدم شرب كمية كافية من الماء لتليين الفضلات العالقة في أمعائك إلى تفاقم المشكلة، مما يسبب لك الإمساك.
اقرأ أيضاً
ما هي أعراض الإمساك عند الحامل؟
- التبرز أقل من 3 مرات في الأسبوع.
- يوجد ألم دائم وصعوبة في عند التبرز، وتشعرين بالانتفاخ والغازات دائماً.
- عند التغوط، يكون برازك متكتلاً وصلباً ومؤلماً؛ مما قد يؤدي إلى حدوث البواسير والشقوق الشرجية.
ما هو علاج الإمساك عند الحامل؟
قد لا يكون بإمكانك السيطرة على هرمونات الحمل، ولكن يمكنك إجراء تغييرات في عاداتك اليومية يمكن أن تساعدك على علاج الإمساك والوقاية منه:
- تناولي الأطعمة الغنية بالألياف يومياً:
الألياف تساعد على تليين البراز بحيث يسهل خروجه. ويمكنك الحصول عليها من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والفاصوليا والبازلاء
والعدس.
- اشربي ثمانية إلى 12 كوباً من الماء كل يوم:
تجاهلي النصيحة القائلة بأنك تحتاجين فقط إلى ثمانية أكواب من الماء يومياً. هذه الكمية هي الحد الأدنى عندما تكونين حاملاً.
خلال فترة الحمل أنت بحاجة إلى المزيد من السوائل لدعم جسمك وتليين البراز.
الماء هو الخيار الأفضل دائماً، لكن يمكنك أيضاً تناول الحليب قليل الدسم والعصائر بدون سكر مضاف أو أنواع الشاي الآمنة خلال فترة الحمل.
- حاولي أن تتمرني من 20 إلى 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع:
تصبح النساء أقل حركة أثناء الحمل بسبب الوزن الزائد الذي تكتسبه المرأة والذي يؤدي إلى إجهاد منطقة الحوض والمفاصل مما قد يجعل الحركة صعبة.
لكن الجلوس ليس جيداً لحركة الأمعاء وقد يسبب الإمساك؛ لذا استشيري الطبيب إذا كان بإمكانك القيام بالتمارين الرياضية الآمنة التي تساعدك على تنشيط عضلات أمعائك.
- جربي أنواعاً أخرى من الفيتامين:
قد يكون الحديد الموجود في فيتامينات ما قبل الولادة ثقيلاً على الجهاز الهضمي ويسبب لك المشاكل، يمكن أن تطلبي من الطبيب فيتاميناً آخر يحتوي على كمية أقل من الحديد.
هل أدوية الإمساك للحامل آمِنة؟
قد تعانين من الإمساك خلال فترة الحمل رغم اتباعك عادات غذائية صحية، لذا قد يصف الطبيب لك مليناً أو مكملاً من الألياف يمكن أن يساعدك.
لكن تأكدي من استشارة الطبيب دائماً قبل تناول أي أدوية مسهلة أو مكملات أثناء الحمل؛ لأنها قد تسبب مشاكل لك أو للجنين.
يمكن لبعض المسهلات أن تسبب لك الجفاف، لذا تأكدي من شرب كميات كافية من السوائل حين تناولها.
هل الإمساك أثناء الحمل يشكل خطراً حقيقياً؟
على الرغم من أنه مزعج ويسبب آلاماً شديدة، إلا أن الإمساك عند الحامل لا يكون عادة حالة خطيرة ولا يؤثر على الجنين، وفقاً لما ذكره موقع American Pregnancy.
لكنه إذا كان مصحوباً بألم شديد ومستمر في البطن أو تسبب بخروج مخاط أو دم، في هذه الحالة عليك استشارة الطبيب على الفور.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.