أمر قاضٍ أمريكي الخميس 17 فبراير/شباط 2022 الرئيس السابق دونالد ترامب واثنين من أولاده بوجوب الإدلاء بشهادتهم تحت القسم في قضية مدنية في نيويورك تتعلق باحتيال مزعوم مرتبط بشركاته، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ويشكل قرار المحكمة الجديد أحدث صفعة قانونية لترامب، في وقت يواجه الرئيس السابق وقطب الأعمال قضايا عدة أخرى تهدِّد بتعقيد ترشحه مرة أخرى للبيت الأبيض عام 2024.
"لا أحد فوق القانون"
فيما كانت عائلة ترامب قد حاولت مراراً وقف التحقيق الذي تجريه المدعية العامة في نيويورك ليتيسيا جيمس التي أعلنت الشهر الماضي كشفها "أدلة مهمة" على ممارسات احتيالية أو مضللة داخل منظمة ترامب.
وبعد أكثر من ساعتين من المداولات في المحكمة رفض آرثر إنغورون القاضي في ولاية نيويورك التماساً تقدم به ترامب وولداه دونالد جونيور وإيفانكا لإلغاء مذكرات الاستدعاء التي أصدرتها جيمس في ديسمبر/كانون الأول، فيما أمر القاضي ترامب وولديه بالإدلاء بإفاداتهم في مكتب جيمس في غضون 21 يوماً. لكن من المتوقع أن تستأنف عائلة ترامب القرار.
كما رفض القاضي ادعاء ترامب بأن التحقيق الذي تجريه المدعية العامة الديمقراطية ليتيسيا جيمس له دوافع سياسية.
فيما انتقدت محامية ترامب تحقيق جيمس ووصفته مجدداً بأنه "حملة مطاردة سياسية أخرى ذات دوافع سياسية"، وهي واحدة من المقولات المفضلة التي يستخدمها الرئيس السابق.
وقالت المحامية ألينا هابّا في بيان: "واضح أن قرار المحكمة متخذ مسبقاً".
من جهتها أشادت جيمس بالحكم وغردت "لا أحد فوق القانون".
وفي خضم هذين التحقيقين، أعلنت شركة "مازار" للمحاسبة التي تتعامل مع منظمة ترامب أن بيانات مالية للمنظمة تعود لنحو عقد غير جديرة بالثقة، إذ أعلنت الشركة أنها ستنهي علاقتها مع ترامب جزئياً بسبب النتائج التي توصلت إليها جيمس.
تحقيقات تلاحق ترامب
وقبل أيام فتحت لجنة بمجلس النواب الأمريكي تحقيقاً في تعامل الرئيس السابق دونالد ترامب، مع سجلات من البيت الأبيض بعد استرجاع 15 صندوقاً من الوثائق الرسمية من مقر إقامته الخاص في فلوريدا، وهو ما قال مشرعون إنه ينطوي على انتهاك محتمل للقانون.
إذ قالت رئيسة لجنة الرقابة في مجلس النواب كارولين مالوني، إنها "قلقة للغاية"، لأن السجلات لم تُسلَّم للأرشيف الوطني فور انتهاء ولاية ترامب في يناير/كانون الثاني 2021، "ويبدو أنها نُقلت من البيت الأبيض، فيما يعد انتهاكاً لقانون السجلات الرئاسية".
على نحو متصل أصدرت لجنة مجلس النواب الأمريكي المكلفة بالتحقيق في هجوم استهدف عام 2021 مبنى الكونغرس، مذكرات استدعاء لمسؤول بالبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب واثنين من مستشاري ابنه دونالد ترامب جونيور.
حيث قالت لجنة الاختيار بمجلس النواب، في بيان، إن روس ورثينغتون، الذي ساعد في صياغة خطاب الرئيس السابق أمام تجمّع حاشد قبل أن يقتحم أنصار ترامب مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، صدرت بحقه مذكرة استدعاء إلى جانب آندي سورابيان وآرثر شوارتز مساعدي دونالد جونيور.
كما قال البيان: "اللجنة تطالب بسجلات وشهادات من ثلاثة شهود شاركوا في التخطيط والاستعداد لتجمُّع حاشد في السادس من يناير/كانون الثاني في (حديقة) إليبس (جنوب سياج البيت الأبيض)، والذي سبق مباشرةً الهجوم العنيف على مبنى الكابيتول".
في ذلك التجمع الحاشد بحديقة إليبس قرب البيت الأبيض، أخبر ترامب أنصاره بأنه لن يعترف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
كما قالت اللجنة: "لدينا سبب لاعتقاد أن الأفراد الذين استدعيناهم اليوم لديهم معلومات ذات صلة، ونتوقع منهم أن ينضموا إلى أكثر من 340 فرداً تحدثوا مع لجنة الاختيار".
وأبقى ترامب الأمريكيين حتى الآن في حالة حيرة بشأن ما إذا كان ينوي الترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري مرة أخرى.