أجبر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون كبار الضباط العسكريين والقادة على الوقوف في عرض أقيم في الهواء الطلق ودرجات حرارة دون الصفر للاحتفال بذكرى ميلاد والده الراحل من المدينة التي كانت مهداً لعائلته وتحتل موضع التقديس في السردية الرسمية عن تأسيس كوريا الشمالية.
صحيفة The Times البريطانية قالت إن كبار الضباط العسكريين والقادة المدنيين، ومعهم كيم يو جونغ، شقيقة كيم الصغرى، احتشدوا في الفعالية التي أُقيمت في مدينة سامجيون أمس، بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد كيم جونغ إيل، الذي تُوفي عام 2011.
كما ذكرت تقارير واردة عن وسائل الإعلام الحكومية أن الخطاب الرئيسي للفعالية ألقاه ري إيل هوان، عضو المكتب السياسي للحزب الحاكم، وأن كيم كان حاضراً وإن لم يُلقِ خطاباً على ما يبدو.
فيما قالت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية KCNA في معرض نقلها لوقائع الاحتفالية: "عندما ظهر سيادة الأمين العام الممجَّد، انطلقت هتافات جميع الحاضرين في عاصفة من (التهليل) لسيادته، من أرسخَ قوة كوريا الاشتراكية، وأحيا التراث الوطني للقائد المؤسس، وشمخ بمكانتها إلى أعلى مكان بفضل قيادته الثورية التي لا تفتر".
تقع سامجيون بالقرب من حدود شمال البلاد مع الصين، وهي أقرب مدينة كبيرة إلى جبل بايكتو، الذي تقول السردية الكورية الشمالية إن كيم جونغ إيل وُلد فيها في عام 1942، وهو ابن الرئيس المؤسس للبلاد كيم إيل سونغ، الذي كان يقاتل الاحتلال الياباني آنذاك.
ومع أن مؤرخين مستقلين كشفوا عن سجلات سوفييتية تقول إن كيم جونغ إيل وُلد في عام 1941 في منشوريا، فإن هذا لم يمنع كتَبَة السردية الرسمية المقدسة لكوريا الشمالية من خلقِ أسطورة تربط الأسرة الحاكمة بجبل بايكتو الذي لطالما كان مقدساً لدى الكوريين.
كما أولى كيم اهتماماً كبيراً بتطوير سامجيون زعماً بأنها "مدينة اليوتوبيا الاشتراكية"، فأنشأ فيها مجمعات سكنية جديدة وفنادق ومنتجع تزلج ومرافق تجارية وثقافية وطبية حديثة. وحشد آلافاً من العمال والطلاب للعمل "متطوعين" في البناء.
ونُقل عن كيم خلال زيارة إلى المدينة في نوفمبر/تشرين الثاني قولُه: "لقد تحولت سامجيون إلى مثال للمدينة الجبلية الحديثة في ظل الاشتراكية ونموذج للتنمية الريفية بفضل نضال العمال وعزيمتهم التي لم تُوهنها أجواء الشمال الوعرة".
بالإضافة إلى ذلك، احتُفل بذكرى يوم ميلاد كيم جونغ إيل، الذي يطلق عليه يوم "النجم الساطع"، بعرضٍ للألعاب النارية في العاصمة بيونغ يانغ، وحفل موسيقي في سامجيون تضمن عرضاً مسرحياً وعرضَ كورال لأغنية تمجيدٍ للحزب الحاكم.
من جهة أخرى، لفت معنيون بشؤون كوريا الشمالية إلى غياب باك جونغ تشون، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الكوري الشمالي، الذي غاب أيضاً عن اجتماع للبرلمان. وقد أثار ذلك تكهنات بأنه ربما انضم إلى ضحايا عمليات التطهير المستمرة لكبار الشخصيات والتي باتت سمة بارزة للحكم خلال العقد الذي أمضاه كيم في السلطة.