تحلّ في 8 يوليو/تموز من كل عام ذكرى وفاة كيم إيل سونغ، الزعيم السابق لكوريا الشمالية، الذي رحل عام 1994، وهو الرجل الذي يعد صاحب ثاني أطول فترة حكم لقائد وطني غير ملكي في القرن العشرين بعد فيدل كاسترو.
تولى الحكم في أكتوبر/تشرين الأول 1948 بعد انتهاء الحكم الياباني وظل فيه حتى فبراير/شباط 1994.
ونتعرف هنا على أغرب الحقائق حول هذا الزعيم الكوري الراحل، التي تذكرنا بحفيده كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية الحالي وما يُقدم عليه من أفعال غير مألوفة.
اعتُقل في السابعة عشر من عمره
بعد احتلال اليابان لشبه الجزيرة الكورية عام 1910، فرّت أسرة كيم إيل سونغ مع آلاف الكوريين إلى منشوريا عام 1920 للهرب من قوى الاحتلال الشرسة، وكان كيم حينها في السابعة عشرة من عمره.
انضم إلى خلية ماركسية سرية ليكون أصغر أعضائها، ما نتج عنه اعتقاله عدة أشهر في الفترة ما بين عامي 1929 و1930.
عاش فترة من حياته مقاتل عصابات
وفقاً للدعاية الرسمية في كوريا الشمالية فقد ترأس كيم إيل سونغ، الجيش الثوري الشعبي الكوري في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي.
إلا أنه لم يكن هناك ما يسمى الجيش الثوري الشعبي الكوري خلال هذه الفترة، وإنما كان إيل سونغ جندياً في الجيش الشمالي الموحّد الذي تألف من مقاتلي حرب العصابات تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وقد أرسلته السلطات السوفييتية العسكرية بعد ذلك إلى الاتحاد السوفييتي للتدريب العسكري والسياسي إذ انضم للحزب الشيوعي المحلي.
من رشحه لحكم البلاد هو جوزيف ستالين
قدم الجنرال الروسي جوزيف ستالين الزعيم الكوري كيم إيل سونغ في أكتوبر/تشرين الأول عام 1948 ليكون حاكماً للدولة الجديدة بتوليه منصب رئاسة الوزراء، وذلك في احتفال كبير شهدته عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ بعد تحرير كوريا من اليابان، ليكون بذلك أول رئيس لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية.
عانى من رهاب الطيران
كان كيم إيل سونغ مصاباً برهاب ركوب الطائرات، لذلك استقل القطارات كبديل عنها.
ولم يكن هو وحده الذي يعاني من هذا الرهاب فابنه كيم جونغ إيل أُصيب به أيضاً، وكان يستقل القطارات المدرعة للقيام بزياراته الرسمية.
أسس مدينة كاملة فارغة من الداخل
أُسست في عهد كيم إيل سونغ بالقرب من الحدود بين الكوريتين مدينة كي يونغ دونغ أو قرية السلام، ووفقاً لحكومة كوريا الشمالية فهذه المدينة عبارة عن مجتمع مزدهر وتوجد بها عائلات محلية تسكن القرية التي تضم العديد من المدارس والمستشفيات، كما تضم أراضي زراعية وتتميز المدينة بأسقف المنازل المغطاة بالبلاط الأزرق.
لكن من ناحية أخرى تدعي كوريا الجنوبية أنها حصلت على صور بالتلسكوبات الحديثة تؤكد أن المدينة دعائية فقط، وأن مبانيها ما هي إلا قواقع خرسانية خاوية وأرصفتها تظهر خالية من المشاة.
رغم رحيله فإن جثمانه ما زال مُحتفظاً به
توفي كيم إيل سونغ في 8 يوليو/تموز 1994 إثر إصابته بنوبة قلبية.
وقد حُفظ جثمانه بقصر كومسوسان في بيونغ يانغ، ويزوره حتى اليوم مواطنو كوريا الشمالية، كما يحتفلون بعيد مولده ويأخذون فيه عطلة رسمية ويطلق عليه يوم الشمس.
البكاء الإجباري لإبداء الحزن على فقدانه
أراد زعيم كوريا الشمالية الأسبق كيم جونغ إيل بعد وفاة والده كيم إيل سونغ أن يستمر الحزن عليه، فأمر الهيئات والمنظمات بإرسال عدد معين من الناس للبكاء يومياً أمام تمثال الفقيد، وأعلن الحداد الإجباري لأفراد الشعب لمدة 10 أيام.
حتى اليوم لا يزال الرئيس الأبدي لكوريا الشمالية
على الرغم من تولى ابنه وحفيده الحكم من بعده، فإن كيم إيل سونغ لا يزال يحمل لقب الرئيس الأبدي رسمياً، ففي عام 1998 أي بعد وفاة "سونغ" بأربع سنوات، عدلت كوريا الشمالية دستور البلاد في عهد كيم جونغ إيل ليكون الرئيس السابق كيم إيل سونغ رئيساً أبدياً للبلاد.