قد تفتقر أجسامنا إلى بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية التي نحتاجها للحفاظ على صحة أعضائنا ومهاراتنا العقلية وحتى صحتنا النفسية.
ومع توفر العديد من المكملات الغذائية لجميع أنواع الفيتامينات والمعادن قد نرغب في شراء نوعين أو ثلاثة أو حتى أكثر، للتأكد من أننا نحصل على جميع ما يحتاجه جسمنا منها.
لكن من أضرار المكملات الغذائية أن العديد من الناس قد يقومون بتناولها مع بعضها في الوقت نفسه، دون ترك مدة زمنية بين كل نوع. ورغم أن ذلك قد لا يعتبر مشكلة في بعض الأحيان، لكن تناول أنواع معينة من المكملات في الوقت نفسه قد يُضعف امتصاصها، أو يقلل من فائدتها، أو يسبب بعض التفاعلات العكسية التي يمكن أن تكون ضارة بصحتك.
الكالسيوم والمغنيسيوم من المعادن التي تعمل معاً، ولكن عليك الفصل بينهما
يعمل الكالسيوم والمغنيسيوم جنباً إلى جنب لدعم صحة العظام ووظائف الجسم الأخرى. كما أن المغنيسيوم ضروري لامتصاص الكالسيوم، وذلك للأن المغنيسيوم يثبط هرمون الغدة الدرقية ويحفز الكالسيتونين، فإنه يساعد على ترسيب الكالسيوم في عظامنا، وهو ما يمنع هشاشة العظام. بدون المغنيسيوم يصبح الكالسيوم ساماً، ويترسب في الأنسجة الرخوة، ما قد يؤدي إلى التهاب المفاصل.
لكن هل يجب أخذ هذين المعدنين معاً؟ على عكس ما تتوقع، الجواب هو لا، لأن تناول كميات كبيرة من معدن ما مع معادن أخرى يقلل من امتصاصها.
إذا أردت زيادة فوائد امتصاص مكملات الكالسيوم والمغنيسيوم إلى الحد الأقصى، حاول أن تفصل بينهما ساعتين على الأقل.
تناول النحاس والزنك معاً يسبب ضعف الامتصاص
يعتبر كل من النحاس والزنك ضروريين لتعزيز وظائف الجسم الداخلية والخارجية، إذ إنهما مهمان لتحسين مرونة الجرح ومقاومته.
لكن المشكلة في تناولهما معاً أن الزنك يمكن أن يتداخل مع امتصاص النحاس ويمنعه، وفقاً لموقع medicineNet للصحة والطب.
علاوة على ذلك، فإن الجرعات التكميلية العالية من الزنك (50 مجم/ د)، على المدى الطويل، يمكن أن تسبب نقص النحاس الذي يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم ونقص التصبغ وفرط كوليسترول الدم واضطرابات النسيج الضام وهشاشة العظام.
لذا حاول الفصل بينها لتحقيق أفضل استفادة وتجنب المخاطر المحتملة.
الكالسيوم وفيتامين د معاً قد يزيدان من احتمالية السكتة الدماغية
يُوصَى عادة بأخذ الكالسيوم وفيتامين د كمكملات ترادفية، لدورهما المفيد في صحة العظام. كما أن الكالسيوم مهم أيضاً لصحة القلب.
لكن مراجعة بحثية نشرت عام 2019 في مجلة Annals of Internal Medicine الأمريكية، تشير إلى أن هناك زيادة طفيفة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند تناول هذين المكملين معاً.
وقد استند هذا الاكتشاف إلى بيانات من مبادرة صحة المرأة (WHI)، وهي دراسة صحية وطنية طويلة الأمد، شملت أكثر من 160.000 امرأة.
تناول مكملات الفوليك وفيتامين ب 12 قد يخفي حدوث فقر الدم
يعتبر كل من فيتامين ب 12 وحمض الفوليك مكملات موصوفة بشكل شائع، خاصة مع أهمية مكملات الفوليك بشكل خاص أثناء الحمل. كما يتم تشجيع كبار السن والأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً، والأفراد الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي على تناول مكمل B12.
في حين أن تناول حمض الفوليك وفيتامين ب 12 في نفس الوقت لا يمثل مشكلة بشكل عام، إلا أن ارتفاع مستويات حمض الفوليك يمكن أن يخفي نقص فيتامين ب 12.
يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات فيتامين ب 12 إلى فقر الدم الأرومات، وهي حالة تكون فيها خلايا الدم الحمراء كبيرة بشكل غير عادي، ولكنها تنخفض في العدد.
قد يوهم تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك بالاعتقاد بأنك على ما يرام. ومع ذلك إذا لم تتم معالجة نقص فيتامين ب 12 وتصحيحه، فقد ينتج عن ذلك تلف دائم في الأعصاب، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة (NIH).
لذلك من المهم جداً أن تستشير طبيبك إذا كنت بحاجة إلى هذين الفيتامينين، أو تريد تناولهما معاً في الفترة نفسها، ليصف لك الجرعات المناسبة من كليهما.
تناول فيتامينات ك و إي معاً قد يعيق تخثر الدم
يلعب فيتامين ك دوراً مهماً في تخثر الدم بشكل صحيح في الجسم. لكن إذا أوصى طبيبك بتناول مكملات فيتامين ك فتجنب تناول جرعات عالية من فيتامين إي معه لأنه قد يبطل تأثيرات فيتامين ك، وفقاً لموقع Livestrong للصحة.
يمكن لمكملات فيتامين e التي تزيد عن 800 وحدة دولية أن تتداخل مع تخثر الدم، وتجعل الدم أرق، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية تسييل الدم، إذ يمكن أن يؤدي تناول هذا الدواء وفيتامين إي إلى زيادة خطر النزيف، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب قبل تناولهما معاً، عن الجرعات المناسبة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.