تواصل الحرب على ارتداء الحجاب في الهند توسّعها بعد أن وصلت الدعوات لحظره داخل المدارس والجامعات إلى ولاية أوتار براديش أكثر الولايات الهندية اكتظاظاً بالسكان، حيث طالب مجموعة من الشباب إحدى الكليات بحظر الحجاب، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الثلاثاء 15 فبراير/شباط 2022.
كانت السلطات الهندية قد أغلقت الكليات في كارناتاكا بجنوب الهند الأسبوع الماضي، بعد أن أدى منع الطالبات من ارتداء الحجاب في القاعات الدراسية إلى اندلاع احتجاجات من قبل الطلاب المسلمين واحتجاجات مضادة من قبل أقرانهم من الهندوس.
حرب على الحجاب في الهند
في ولاية أوتار براديش، شمال البلاد، توجّهت مجموعة تضم أكثر من 24 من الشباب إلى كلية دهارما ساماج في منطقة أليجرا، الإثنين 14 فبراير/شباط، وقدمت مذكرة إلى المسؤولين تطالب فيها بفرض حظر كامل على الحجاب داخل مبانيها.
وكالة رويترز أشارت إلى أنه لا يسمح حالياً بارتداء الزي الديني داخل القاعات الدراسية في الهند، لكن يمكن ارتداؤه في أماكن أخرى من الحرم الجامعي.
إذ قال عميد الكلية موكيش بهارادواج لرويترز، الثلاثاء: "أثيرت القضية نفسها قبل عامين، وها هي تثار اليوم مرة أخرى. لا نسمح بأي شكل من أشكال الزي الديني، ولدينا قانون مدني موحد (يلتزم به) الجميع".
كما أضاف المسؤول الهندي: "توجد غرفة للفتيات يمكن أن يغيروا فيها ملابسهن قبل دخول القاعات الدراسية.. ونحن نحقق في الأمر".
يحكم ولاية أوتار براديش، التي يقدر أن عدد سكانها يعادل عدد سكان البرازيل، راهب هندوسي يتبع حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
فيما تشهد الولاية انتخابات متعددة المراحل تنتهي شهر مارس/آذار، وغالباً ما تُستخدم النزاعات بين المسلمين والهندوس من أجل تحقيق مكاسب سياسية في الولاية.
استهداف المسلمين لأغراض انتخابية
بينما تنظر الأقلية المسلمة في الهند، التي تمثل نحو 13% من سكان البلاد، على نطاق واسع إلى القضية على أنها محاولة لتهميشها من قبل السلطات.
فيما يستمد الحزب الحاكم دعمه بشكل أساسي من الأغلبية الهندوسية التي تشكّل نحو 80% من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة تقريباً، بينما يمثل المسلمون نحو 13%.
يقول تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية، إن الحرب على الحجاب في الهند تمثل أحدث الصدامات حول الهوية الإسلامية في بلد تتصاعد فيه مشاعر التطرف والتعصب للقومية الهندوسية.
إذ استُهدف المسلمين عبر عدة إجراءات في السنوات الأخيرة، ومنها قانون الجنسية لعام 2019 الذي يميز بحق المسلمين وكذلك القوانين التي تحظر الزواج بين الأديان.
كما تفاقمت المشاعر المعادية للمسلمين أيضاً وتحولت إلى عنف غوغائي: حيث قُتل 56 شخصاً، خلال أعمال شغب في نيودلهي في مارس/آذار عام 2020.
فيما يُرجَّح أن تؤدي هذه الاضطرابات في ولاية كارناتاكا بسبب الحجاب في الهند، إلى تعزيز جهود حزب بهاراتيا جاناتا في أقصى الشمال في ولاية أُتر برديش، كما تقول المجلة الأمريكية. إذ تستعد الولاية الأعلى كثافة سكانية في الهند لإجراء انتخابات مجلس الولاية على مدى الأسابيع القليلة المقبلة.
إجبار الطالبات على خلع الحجاب
فقد رصد مقطع فيديو انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي، الإثنين 14 فبراير/شباط، إجبار الطالبات المحجبات على خلع الحجاب قبل دخول المدرسة، في ولاية كارناتاكا الهندية، بينما يحاول أولياء أمورهن إقناع المدرسة بالسماح للطالبات بدخول المدرسة بحجابهن دون جدوى.
في الفيديو الجديد تُظهر المقاطع امرأة، يبدو أنها مسؤولة بالمدرسة، وهي تعطي تعليمات للفتيات وأولياء الأمور بضرورة خلع الحجاب، بينما رفضت محاولات أولياء الأمور بالسماح للطالبات بالدخول بالحجاب، وفق ما أوضحه مقطع الفيديو.
تعليقاً على المقاطع المتداولة، قالت الناشطة والصحفية الهندية دونيتا جوس: "المدرسة تجبر هؤلاء على خلع الحجاب وسط الطريق، لماذا كل هذه الإهانة؟ يجب ألا ننتظر أي تعاطف من قبل الحكومة، لكن ألم يتبقَّ جزء من الكرامة لدى المدرسين وإدارة المدرسة؟".
بينما قالت المعلمة والناشطة الهندية كاتيوشا إن "إجبار النساء والفتيات على إزالة قطعة من ملابسهن أمام العامة يُعد جريمة عنيفة، أوقفوا الاضطهاد الممنهج بحق نساء الهند"، وفق ما نقلته تقارير إعلامية.
فيما أعادت ولاية كارناتاكا في جنوبي الهند فتح بعض المدارس، الإثنين 14 فبراير/شباط، بعد أن كانت أغلقت أبوابها إثر اندلاع مظاهرات الأسبوع الماضي احتجاجاً على إجبار الطالبات على خلع الحجاب في الفصول.