كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 14 فبراير/شباط 2022، أن نظام الأسد يهيمن بشكل "شبه كلي" على نظام المساعدات الأممية لسوريا، عبر صفقات يعقدها مقربون من دمشق، تذهب من خلالها معظم المساعدات لصالح جيش النظام على حساب السوريين.
الصحيفة البريطانية نشرت تقريراً بعنوان Rescuing Aid in Syria "المساعدات الإغاثية في سوريا"، المكون من 70 صفحة وقائم على مقابلات مع مسؤولين في الأمم المتحدة وعاملين في المجال الإنساني في سوريا، وأعده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن.
يقول التقرير إن نظام الأسد مُحكِم قبضته على مرور مساعدات المنظمات الإغاثية، بعدة طرق منها الموافقات على تصاريح المرور، لدرجة أنه أصبح من الأمور الطبيعية أن يحصل أقارب كبار مسؤولي النظام على وظائف داخل هيئات الأمم المتحدة.
إذ وجد التقرير أن محمد حمشو، وهو رجل أعمال مقرب من الفرقة الرابعة، إحدى وحدات الجيش الخاصة، وماهر الأسد شقيق الرئيس، قد فازا بعقود مشتريات مع الأمم المتحدة لنزع الحديد في المناطق التي استعادتها الحكومة وإعادة تهيئتها للبيع في شركته "الصناعات المعدنية حديد".
ويُزعَم التقرير أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تعاقد مع فيلق المدافعين عن حلب، وهي ميليشيا موالية للنظام ومسؤولة عن التهجير القسري للسكان، لإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل المدينة التي ساهموا في تدميرها، مثلما أوضحت هيومن رايتس ووتش أيضاً.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: "تصر بعض الحكومات، مثل تلك الموجودة في سوريا، على أن تعمل وكالات الأمم المتحدة مع قائمة شركاء معتمدين. لكننا نختار شركاءنا من هذه القائمة بناءً على تقييماتنا لقدرتهم على تقديم ومتابعة إجراءات الحيطة الواجبة".
سرقة وترهيب واعتقالات
وأشار التقرير أيضاً إلى ارتفاع حجم التهديدات والاعتقال التعسفي والتعذيب لموظفي الإغاثة السوريين خلال عام 2021، إذ تم اعتقال وقتل موظفين في إحدى المنظمات الإنسانية المحلية، وأُمر أقاربهم بإخلاء منازلهم وإلا فسيتعرضون للاعتقال.
وقال التقرير إن تهديدات الإكراه والقتل المحيقة بعمال الإغاثة تعيق المراقبة المستقلة لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وفضلاً عن تحويل طعام الأمم المتحدة إلى الجيش، يستفيد الأشخاص المسؤولون مباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان من هذه المساعدات.
كما ذكر أنه عند نقل المساعدات عبر خطوط الحرب أو السيطرة، في كل من شمال غرب وشرق سوريا، والمعروفة باسم الشحنات العابرة للخطوط، تحدث سرقات وتُوزَّع المعدات الطبية بشكل عشوائي.
وقد صلت 43.500 حصة غذائية فقط إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة في القوافل العابرة للخطوط مقارنة بـ1.3 مليون حصة وصلت إليه من تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وقالت ناتاشا هول، كاتبة التقرير، إن الإمدادات استغرقت أربعة أشهر لتصل إلى المحتاجين، حيث ظلت في المستودعات لأن النظام لا يسمح للمنظمات غير الحكومية المرتبطة بالمعارضة بتوزيعها.
وقالت ناتاشا إن سيطرة النظام على المساعدات ازدادت خلال سنوات الحرب العشر الماضية، ومن الضروري إجراء تدقيق وتقييم شاملين للمساعدات في سوريا.