قالت شبكة CNN الأمريكية الإخبارية في تقرير نشرته يوم السبت 12 فبراير/شباط 2022 إن موجة متطرفة أو "مارقة" يبلغ ارتفاعها 58 قدماً (17.6 متر) سُجِّلَت قبالة ساحل جزيرة فانكوفر في كندا، مُحطِّمة الرقم القياسي بحجم يعادل ثلاثة أضعاف الموجات المحيطة.
التقرير قال إن الموجة المتطرفة أو "المارقة" تعرف بأنها موجهات يزيد ارتفاعها ضعف الأمواج التي تحدث حولها، ومن الممكن أن يطلق عليها "الموجات الغريبة" أو الموجات القاتلة لأنها خطيرة جداً وتحدث بشكل غير متوقع.
موجات متطرفة نادرة الحدوث
من جانبه، قال يوهانس جيمريتش، أحد الباحثين الرئيسيين في مجال الأمواج المتطرفة في جامعة فيكتوريا الكندية: "لم نرصد رصداً مباشراً سوى عدد قليل من الأمواج المتطرفة في ولايات أعالي البحار، ولم نلاحظ شيئاً بهذا الحجم. إنَّ احتمال حدوث مثل هذه الموجة هو واحد كل 1300 عام".
في السياق ذاته فقد أحدثت الموجة ضجة في المجتمع العلمي لكونها أكثر الموجات تطرفاً نسبياً التي سُجِّلت على الإطلاق. وعلى الرغم من حدوث هذه الموجة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إلا أنَّ الدراسة التي تؤكد ذلك صدرت مؤخراً في 2 فبراير/شباط 2022.
فيما قال سكوت بيتي، الرئيس التنفيذي لشركة MarineLabs، التي تُشغِّل العوامة التي قَاسَت حجم الموجة، لشبكة CNN: "تبدو وكأنها كتلة كبيرة من 4 طوابق تخرج من الماء مع قمة كبيرة وقيعان كبيرة قبلها".
يذكر أنه في العقود القليلة الماضية، بدأ العلماء يقبلون ما كان يُعرَف سابقاً بـ"الفولكلور البحري" على أنه حقيقة.
أمواج عاصفة خطيرة
بعبارات مبسطة، أوضح يوهانس جيمريتش، أحد الباحثين الرئيسيين في مجال الأمواج المتطرفة في جامعة فيكتوريا الكندية أنَّ "الموجة المارقة هي في الواقع مجرد موجة كبيرة مقارنة بمجال الموجة المحيط بها". ولا يهم الحجم الكلي، لكن المقارنة في الحجم بالموجات الأخرى مهمة.
لذلك، برغم أنَّ الموجة التي تصل إلى ارتفاع يعادل أربعة طوابق أمر مثير للإعجاب، لكن حجمها الذي يُقارَن بثلاثة أضعاف الأمواج المحيطة بها هو ما جعلها تُسجَّل في دفاتر الأرقام القياسية.
كذلك فقد سُجِّلت أول موجة متطرفة، والمعروفة باسم "موجة دراوبنر"، في عام 1995 قبالة سواحل النرويج على ارتفاع 84 قدماً (25.6 متر) مع وصول ارتفاع الأمواج المحيطة لنحو 40 قدماً (12 متراً)؛ مما يجعل ارتفاع الموجة المارقة الأصلية تقريباً ضعف الموجات المتطرفة الأخرى حولها.
فيما سُجِّلَت الموجة المارقة التي حطمت الرقم القياسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 قياس 58 قدماً (17.6 متر) تقريباً مقارنة بالموجات المحيطة بحوالي 20 قدماً (6 أمتار)؛ بفارق أخرج الموجات الأخرى من المعادلة.