أوضح كشف أثري حديث أشهر العقوبات المدرسية خلال فترة حكم بعض الفراعنة المصريين، حيث أظهر إجبار التلاميذ على نسخ عدة كلمات مرات عديدة كعقوبة جراء التحدث أثناء الدرس، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية، السبت 12 فبراير/شباط 2022.
حيث ألقى هذا الكشف الأثري لـ18 ألف دفتر مصري قديم نظرة مذهلة عن حياة الناس اليومية في زمن الملك بطليموس الثاني عشر، والد الملكة كليوباترا، والذي حكم في القرن الأول قبل الميلاد.
من جهتها، قالت جامعة توبنغن الألمانية، التي توصل باحثوها إلى هذا الكشف الأثري: "تحوي مئة قطعة أوستراكا تمارين كتابية يصنفها الفريق على أنها عقاب؛ فالقطع منقوشة بنفس الرمز أو الرمزين في كل مرة، من الأمام والخلف".
وهذه الأوستراكا- وهي عبارة عن قطع فخارية من الحجر الجيري كانت تستخدم بديلاً لأوراق البردي- تضم شكلاً من قوائم تسوق وسجلات تجارية وواجبات مدرسية. وهذه الأخيرة، يبدو ما يربو عن مئة منها مألوفاً بدرجة مثيرة للريبة لمن لديهم خبرة في العقوبات المدرسية.
بذلك ثبت أن هذه العقوبة يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.
قوائم بأشهر المسائل الحسابية
بينما لم يكن عقاب نسخ الكلمات الاكتشاف الأثري الوحيد الذي يألفه تلاميذ اليوم. إذ يقول البروفيسور كريستوفر ليتز، الذي أشرف على عملية التنقيب: "اكتشفنا قوائم بأشهر وأرقام ومسائل حسابية وتمارين قواعد". كما توجد قطع أخرى أكثر تفرداً، مثل "أبجدية طيور" يُخصَّص فيها كل حرف لطائر يبدأ اسمه بهذا الحرف.
في حين تضم قطع أوستراكا أخرى أيضاً رسومات تصور أشكالاً وبشراً وآلهة، وكذلك طيور مثل السنونو وحيوانات مثل العقارب.
هذه الآثار اكتشفها العلماء في قرية أتريب الأثرية، التي تقع على بُعد 125 ميلاً (حوالي 201 كم) شمال محافظة الأقصر أقصى جنوبي البلاد، وتشير إلى أنها كانت مدينة مزدهرة ومتعددة الثقافات أو متعددة اللغات على أقل تقدير.
فقد اكتشف الفريق نقوشاً مكتوبة بالخط الديموطيقي، الذي كان شائعاً في تلك الفترة، وهي تمثل 80% من الأوستراكا، على أنهم اكتشفوا كتابات أخرى باليونانية وكتابات بالخط الهيراطيقي الأقدم منها، فضلاً عن كتابات هيروغليفية وقبطية.
يشار إلى أن "الأوستراكا" كانت تُستخدم على نطاق واسع في مصر القديمة، وكان الكُتَّاب يستخدمون بوصة أو عصا مجوفة تُغمس بالحبر للكتابة. وحجم هذا الكشف هائل، ولا يماثله في الحجم إلا بعض الكشوفات الأخرى بالقرب من وادي الملوك.
يُذكر أن علماء المصريات في جامعة توبنغن ألمانية بدأوا مشروع تنقيبهم منذ ما يقرب من عقدين، بدعم من وزارة السياحة والآثار المصرية.
فيما تمثل هدفهم الأساسي في الكشف عن معبد بناه بطليموس الثاني عشر في هذا الموقع. وقد تكلل مشروعهم بالنجاح وفتح المعبد أبوابه للجمهور.