اتهمت السلطات في كوريا الشمالية عدداً من البستانيين بـ"إهمال النباتات"، وحُكِم على بعضهم بقضاء ستة أشهرٍ في معسكرات العمل، بعد فشلهم في تجهيز الأزهار بحلول عيد ميلاد الحاكم الراحل كيم جونغ إيل، الذي توفي عن عمرٍ يناهز 69 عاماً في 2011، والذي يصادف الـ16 من فبراير/شباط، وهي المناسبة المعروفة باسم "يوم النجم الساطع".
حسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية، الجمعة 11 فبراير/كانون الثاني 2022، فإن البستانيين عانوا في العام الجاري، من أجل الحصول على إمدادات الحطب الكافية لضبط درجات الحرارة والرطوبة في الصوبات الزجاجية، حيث تجري زراعة أزهار "كيم جونغ إليا"، وهو الأمر الذي حال دون تجهيزها.
لا أعذار!
في تصريح لشبكة إعلامية كورية جنوبية، قال شاهد إن مدير مزرعةٍ لأزهار الـ"كيم جونغ إليا" قد تم القبض عليه في سامسو، بمقاطعة ريانغانغ الشمالية، وحُكم عليه بقضاء ستة أشهرٍ في معسكرٍ للعمل القسري بتهمة عدم الاهتمام الكافي بالنباتات.
حيث عجز هان، الذي استخدم اسم عائلته فقط وهو في الخمسينيات من عمره، عن توفير إمدادٍ ثابت من الحطب لتوفير الحرارة الكافية داخل الصوبة الزجاجية خلال أشهر الشتاء الباردة، مما تسبب في موت الأزهار.
بينما جرى إعلام هان، الشهر الماضي، أن لجنةً حزبية إقليمية أمرت بإقامة معرض لأزهار الـ"كيم جونغ إليا"، التي زرعها لأول مرة، عالم النباتات الياباني كامو موتوتيرو احتفالاً بعيد ميلاد كيم جونغ إيل عام 1988.
لكنه حاول أن يشرح للمسؤولين أنه من الصعب أن يضمن تفتُّح الأزهار في الوقت المناسب للحدث، فتمت إقالته من منصبه في المزرعة وحُكِم عليه بالذهاب إلى معسكر عمل.
موسم صعب
المتحدث ذاته أوضح أن "تراجع النشاط الاقتصادي نتيجة تقوية التدابير الطارئة للسيطرة على المرض في البلاد، مما تسبب في إهمال الصوبات الزجاجية لأزهار كيم إل سونغيا وكيم جونغ إليا. ثم ظهروا فجأةً ليطلبوا توفير أزهار كيم جونغ إليا بحلول وقت الحدث، فكيف يُفترض بهم أن يزرعوها؟".
كما حُكم على تشوي، وهو موظفٌ آخر بالمزرعة في الأربعينيات من عمره، بقضاء ثلاثة أشهر في معسكر عمل، لأنه "لم يضبط درجات الحرارة بالشكل المناسب" داخل مراجل الصوبة الزجاجية.
أردف المصدر قائلاً: "تعرَّض موظفون آخرون للعقاب أيضاً، حيث جرى استدعاء بستانيةٍ تُدعى كيم (في الأربعينيات من عمرها) إلى لجنة الحزب في المقاطعة يومياً، من أجل تقديم تقارير عن حالة الأزهار وكتابة تقارير نقدٍ ذاتي لنفسها".
حداد إجباري
كيم جونغ إيل حكم كوريا الشمالية منذ عام 1994 وحتى وفاته 2011، ليخلفه بعدها ثالث وأصغر أبنائه كيم جونغ أون.
بعد 10 سنوات من وفاته، في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، أُجبِر مواطنو كوريا الشمالية على الدخول في فترة حداد لمدة 11 يوماً، لم يُسمح لهم خلالها بالضحك أو شرب الخمور.
وقد قال أحد سكان مدينة سينويجو الحدودية لشبكة Radio Free Asia الأمريكية حينها: "ممنوعٌ علينا شرب الخمور، أو الضحك، أو المشاركة في الأنشطة الترفيهية خلال فترة الحداد".
كما أوضح أن التسوق في متاجر البقالة كان ممنوعاً على المواطنين في يوم 17 ديسمبر/كانون الأول، يوم وفاة كيم جونغ إيل.