لقب جديد خسره عرب إفريقيا في "الكان" ليتوقف الرصيد عند 11 لقباً في 33 بطولة من كأس أمم إفريقيا، فماذا أضافت نسخة الكاميرون لرصيد عرب إفريقيا هذه المرة؟
كان منتخب مصر قد خسر نهائي أمم إفريقيا مساء الأحد 6 فبراير/شباط 2022 لصالح السنغال بعد أن انتهى الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بالتعادل السلبي، وابتسمت ركلات الترجيح للمنتخب السنغالي الذي حقق لقبه الأول في البطولة بعد أن حل وصيفاً في النسخة الماضية وخسر أمام الجزائر بطل 2019.
الخسارة حرمت المنتخب المصري من التتويج باللقب الثامن وإضافة لقب جديد إلى حصيلة المنتخبات العربية في إفريقيا، كما حرمت محمد صلاح نجم نادي ليفربول من تحقيق لقبه الأول مع منتخب بلاده، بعد خسارة نهائي أمم إفريقيا في نسخة 2017 بالغابون لصالح الكاميرون.
كم مرة لعب العرب نهائي أمم إفريقيا؟
أقيمت أول نسخة من بطولة كأس أمم إفريقيا عام 1957 على الأراضي السودانية، حيث أراد السوداني عبد الحليم محمد إقامة بطولة قارية لإفريقيا على غرار بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية، وبالفعل تم الاتفاق بين رؤساء الاتحادات الإفريقية الأربعة المؤسسة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (مصر والسودان وإثيوبيا وجنوب إفريقيا) على إقامة بطولة كأس الأمم الإفريقية.
بالطبع لم تكن هناك حاجة لإقامة تصفيات مؤهلة للبطولة، فالمشاركون فيها أربعة منتخبات فقط، وتم الاتفاق على إقامة قرعة لتحديد أطراف نصف النهائي، لكن جنوب إفريقيا رفضت أن يضم فريقها المشارك في البطولة لاعبين سوداً أو ملونين، إذ كان نظام الفصل العنصري مطبقاً في ذلك الوقت.
وفازت مصر على السودان في نصف النهائي لتواجه إثيوبيا في النهائي وتفوز باللقب العربي الأول في البطولة. وأقيمت النسخة الثانية في القاهرة ولعبت مصر والسودان المباراة النهائية لتفوز مصر باللقب في نهائي عربي خالص، لم يتكرر إلا بعد نحو نصف قرن.
وإجمالاً وصل العرب إلى نهائي الكان 20 مرة، حققوا خلالها 11 لقباً، لمصر منها 7 ألقاب (1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010) وللجزائر لقبين (1990 و2019) ولتونس لقباً (2004) وللمغرب لقباً (1972).
وشهد نهائي أمم إفريقيا مواجهة عربية مرتين فقط، الأولى في النسخة الثانية بين مصر والسودان في القاهرة، والثانية بين تونس والمغرب في نسخة 2004 التي استضافتها تونس.
واستضافت الدول العربية أمم إفريقيا في 13 مناسبة من بين الـ33 نسخة، إذ أقيمت النسخة الأولى في السودان ونسخة 1970 أيضاً، بينما استضافت مصر البطولة 5 مرات، أما ليبيا فاستضافتها مرة واحدة عام 1982. واستضافت تونس أمم إفريقيا 3 مرات، بينما استضافتها الجزائر مرة واحدة، وكذلك الأمر بالنسبة للمغرب.
وخلال الـ13 استضافة عربية لأمم إفريقيا، نجح أصحاب الأرض والجمهور في تحقيق اللقب في 6 مناسبات فقط بينما خسرت الدولة المضيفة اللقب في 7 مناسبات. السودان خسر اللقب مرتين، وتونس خسرت مرتين أيضاً، ومصر خسرت مرتين (1974 و2019)، كما خسرت ليبيا اللقب في الاستضافة الوحيدة. بينما استضافت الجزائر والمغرب البطولة مرة واحدة وحقق المنتخبان اللقب خلالها.
من هم الهدَّافون العرب لأمم إفريقيا؟
يتصدر اللاعب المصري حسن الشاذلي (نجم نادي الترسانة مواليد 1943 وتوفي 2015) قائمة الهدافين العرب في بطولة الأمم الإفريقية برصيد 12 هدفاً، سجلها خلال نسخ 1963 و1970 و1974، وكانت أفضل أرقامه تسجيل 6 أهداف في بطولة 1963 منها هاتريك -3 أهداف- في مرمى المنتخب النيجيري.
ويأتي في المركز الثاني لقائمة الهدافين العرب في البطولة اللاعب المصري السابق والمدرب الحالي حسام حسن برصيد 11 هدفاً، سجل منها 7 أهداف في نسخة 1998 في بوركينافاسو، كما ينفرد النجم المصري وعميد لاعبي العالم السابق برقم مميز وهو أكبر لاعب سناً يسجل في تاريخ نهائيات أمم إفريقيا، إذ سجل آخر أهداف في بطولة 2006 في القاهرة في مرمى الكونغو الديمقراطية وكان عمره 39 عاماً و5 أشهر.
ويأتي في المركز الثالث في قائمة الهدافين العرب اللاعب التونسي من أصل برازيلي دو سانتوس برصيد 10 أهداف، سجلها في مشاركاته الثلاث مع نسور قرطاج أعوام 2004 و2006 و2008. وبرصيد 8 أهداف يأتي المصري أحمد حسن صاحب لقب عميد لاعبي العالم في المركز الرابع بين الهدافين العرب لنهائيات أمم إفريقيا.
ويتشارك علي أبو جريشة وطاهر أبو زيد، نجما منتخب مصر السابقان، المركز الخامس في قائمة الهدافين العرب للكان برصيد 7 أهداف لكل منهما، أما المركز السادس وبرصيد 6 أهداف فيوجد فيه محمد أبو تريكة من مصر والأخضر بلومي ورياض محرز من الجزائر وأحمد فرس من المغرب ويوسف لمساكني من تونس.
أما المركز السابع في تلك القائمة فيتواجد فيه من الجزائر جمال مناد، ومن مصر عماد متعب وحسني عبد ربه ومحمد ناجي جدو (أفضل لاعب بديل في تاريخ أمم إفريقيا، إذ سجل 5 أهداف خلال نسخة غانا 2010 وفي كل مرة كان لا يبدأ أساسياً)، وعمرو زكي وحسني عبد ربه والديبة، ولكل منهم 5 أهداف في رصيده.
نسخة الكاميرون والمشاركة العربية الأكبر
شهدت النسخة رقم 33 التي استضافتها الكاميرون وتوجت بها السنغال على حساب مصر مفارقات عديدة للمنتخبات العربية المشاركة فيها. وشارك في هذه النسخة 7 منتخبات عربية هي مصر وتونس والمغرب وجزر القمر وموريتانيا والجزائر والسودان، غادرت منها 3 منتخبات بنهاية دور المجموعات، هي الجزائر والسودان وموريتانيا.
الحضور العربي الأضعف على الإطلاق في هذه النسخة سجله المنتخب الجزائري، الذي دخل البطولة حاملاً للقب النسخة الأخيرة منها ومرشحاً فوق العادة للحفاظ على لقبه، عطفاً على الأسماء الكبيرة لنجومه والتي يزينها بالطبع رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي. كما وصل الخضر إلى الكاميرون بعد فترة وجيزة من الفوز ببطولة كأس العرب التي استضافتها الدوحة وحققت الجزائر اللقب بعد مباريات قوية للغاية.
لكن المنتخب الجزائري ودع البطولة بعد تعادل سلبي أمام سيراليون ثم هزيمة مفاجئة أمام غينيا الاستوائية بهدف نظيف، وأخيراً هزيمة قاسية بثلاثة أهداف لهدف أمام منتخب كوت ديفوار ومن ثَم مغادرة البطولة مبكراً ومن بابها الضيق.
وبوصوله إلى الدور الثاني وما تعرض له من ظروف قاسية قبل مواجهة الكاميرون ومن ثم الهزيمة بهدفين لهدف ومغادرة البطولة، حقق منتخب جزر القمر إنجازاً ضخماً في أولى مشاركاته في نهائيات الأمم الإفريقية.
أما منتخب تونس أو نسور قرطاج فقد قدما نسخة متناقضة ومحيرة في الكاميرون، إذ بعد التأهل المخيب للدور الثاني للبطولة بعد الهزيمة المفاجئة من غامبيا واحتلال المركز الثالث، بعد أن كانت تونس مرشحة فوق العادة لتصدر مجموعتها، اصطدمت تونس بمنتخب قوي ومرشح للبطولة وهو فريق نيجيريا (الذي فاز على مصر في دور المجموعات). وعطفاً على أداء الفريقين، كان الجميع يتوقع هزيمة تونس، لكن رفاق لمساكني انتفضوا وأطاحوا بنيجيريا خارج البطولة. وواجهت تونس بوركينا فاسو لتفوز الأخيرة وتغادر تونس البطولة وتتم إقالة المدير الفني المنذر الكبير.
أما منتخب المغرب فقد اصطدم بالمنتخب المصري في دور الثمانية وخسر بعد التمديد لوقت إضافي ليغادر البطولة بينما واصل الفراعنة مشوارهم حتى خط النهاية بعد أن تخطوا الكاميرون أصحاب الأرض والضيافة بركلات الترجيح.
وعلى الرغم من أن المنتخب المصري وصل إلى المباراة النهائية بعد أن لعب ثلاث مباريات قوية للغاية وامتدت جميعها للوقت الإضافي وحسمت مواجهتي كوت ديفوار في دور الـ16 والكاميرون في نصف النهائي بركلات الترجيح، إلا أن هذه النسخة من منتخب مصر هي الأسوأ على الإطلاق من الناحية الهجومية.
سجل المنتخب المصري، الذي يقوده هجومياً محمد صلاح نجم ليفربول وهداف الدوري الإنجليزي، 4 أهداف فقط في 7 مباريات، سجل منها صلاح هدفين وصنع هدفاً لمحمود حسن تريزيجيه بينما سجل المدافع الشاب محمد عبد المنعم الهدف الرابع من رأسية في مرمى السودان. صحيح أن الشباك المصرية لم تستقبل سوى هدفين فقط من نيجيريا والمغرب، إلا أن العقم التهديفي للمنتخب المصري يطرح تساؤلات كثيرة ويحتاج لوقفة من الجهاز الفني.
وكان الراحل محمود الجوهري، المدرب الذي اشتهر بخططه الدفاعية البحتة خلال تدريبه للمنتخب المصري، قد حقق لقب كأس الأمم الإفريقية خلال بطولة 1998 في بوركينا فاسو بعد أداء دفاعي محكم تماماً، ورغم ذلك سجل المنتخب المصري خلال المباريات الست التي لعبها 10 أهداف بالتمام والكمال ولم تستقبل شِبَاكه سوى هدف وحيد من المغرب في دور المجموعات.