جدد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، رفض بلاده منح صفة "مراقب" لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي، معتبراً ذلك "خطأ مزدوجاً".
جاء ذلك في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية وفضائية "فرانس 24" جرت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي ستحتضن القمة الإفريقية الـ35 السبت 5 فبراير/شباط 2022، وتستمر يومين.
وقال لعمامرة رداً على سؤال بخصوص قضية منح صفة "مراقب" لإسرائيل في الاتحاد الإفريقي، بالقول: "لم نكن نحن من بادرنا بمنح صفة مراقب لأيٍّ كان (في إشارة لإسرائيل)"، مضيفاً: "هناك خطأ مزدوج فيما يتعلق بهذه القضية".
وأوضح لعمامرة أن الخطأ "الأول هو منح صفة مراقب (يقصد لإسرائيل) دون إجراء مشاورات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بما فيها الجزائر، القرار كان سيئاً، وكان من المفروض أن لا يُتخذ".
وشدد على أنه "لو جرت مشاورات مسبقة بشأن ذلك ما كان القرار ليُتخذ، دون شك".
وبحسب لعمامرة، فإن الخطأ الثاني "هو ملاحظة أن هناك انقساماً بين الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بشأن هذه المسألة وتركها من دون تصحيح".
وعلق بالقول: "هذا أمر سيئ للمنظمة، وقد يرهن التضامن الذي يجب أن يكون بين الدول الأعضاء".
ومن المنتظر أن يطالب عدد من الدول خلال القمة الإفريقية، بإلغاء قبول عضوية إسرائيل في الاتحاد عضواً مراقباً.
العلاقة مع المغرب
وفي 22 يوليو/تموز 2021، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن سفيرها لدى إثيوبيا أدماسو الالي، قدّم أوراق اعتماده عضواً مراقباً لدى الاتحاد الإفريقي.
ولاحقاً، نقلت وسائل إعلام عربية أن 7 دول عربية أبلغت الاتحاد الإفريقي اعتراضها على قراره منح إسرائيل صفة "مراقب" في المنظمة القارية، وهو موقف تضامنت معه جامعة الدول العربية.
وبخصوص العلاقات مع المغرب، ذكر لعمامرة أن "هناك مشاكل في المنطقة، والحلول لا تأتي بالهروب إلى الأمام على غرار دعوة مسؤولين إسرائيليين إلى حدودنا وإطلاق تهديدات ضد الجزائر من على التراب المغربي".
وتابع: "تأكَّدوا أن الجزائر لن تشن حرباً إلا للدفاع المشروع عن النفس".
ووفق لعمامرة، فإن "الجزائر عرفت جيداً الحرب من خلال فظاعة ما اقترفه الاستعمار الفرنسي حتى تتوجه لمواجهة عسكرية مع بلد جار".
وأضاف: "يجب أن نتساءل (..) من يطورون علاقات عسكرية مع قوى عسكرية أجنبية لا علاقة لها بمنطقة شمال إفريقيا هم من يراهنون على الأسوأ".
وردّ لعمامرة على سؤال بخصوص ما تم تداوله بشأن حصول المغرب على طائرات مسيّرة إسرائيلية، وإمكانية أن يمثل ذلك تفوقاً عسكرياً للرباط على حساب الجزائر بالقول: "أعتقد أن هذه حسابات الرباط للأسف، لكن هناك دوماً حسابات خاطئة".
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما وصفتها بأفعال "عدائية" من الرباط ضدها.