أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن الولايات المتحدة تخطِّط لتصنيف قطر "حليفاً رئيسياً من خارج الناتو"، في خطوة من شأنها رفع مستوى الشراكة رسمياً بين الدوحة وواشنطن. فماذا يعني ذلك، وما درجات تصنيف الدول بالنسبة لأعضاء الناتو والشركاء الخارجيين للحلف؟
قطر "حليف رئيسي من خارج الناتو".. ماذا يعني ذلك؟
يمنح هذا الوضع الدول المشمولة بالإعلان بعض المزايا في الدفاع والتعاون الأمني، ويعتبر مصطلح "حليف رئيسي خارج الناتو" أو (Major non-NATO ally) اختصاراً "MNNA"، تعييناً يقدمه حلف الناتو أو الحكومة الأمريكية للدول التي لديها معها علاقات قوية، لكنهم ليسوا بأعضاء في هذا الحلف.
ويعطي هذا التصنيف قطر، مزايا تفضيلية للحصول على المعدات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية، بما في ذلك المواد الفائضة المجانية والتعامل مع الصادرات بشكل عاجل وإعطاء الأولوية للتعاون في التدريب.
وفي حين أن هذا الوضع لا يشمل تلقائياً اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، إلا أنه لا يمنح مجموعة متنوعة من المزايا العسكرية والمالية للدوحة، والتي لا يمكن الحصول عليها من قبل الدول غير الأعضاء في الناتو.
بايدن أشار خلال لقائه الأمير تميم، إلى أنه سيبلغ الكونغرس قريباً بهذا التصنيف الذي تمنحه الولايات المتحدة للحلفاء المقربين من خارج حلف الأطلسي الذين لهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأمريكي.
تلك الخطوة ستسمح لدولة قطر بالحصول على أسلحة متقدمة مستقبلاً. حيث قال بايدن: "قطر صديق وفي، وشريك يعوّل عليه. وسأبلغ الكونغرس بأنني سأصنف قطر حليفاً رئيسياً من خارج حلف الأطلسي ليعكس ذلك أهمية علاقتنا، أعتقد أن ذلك تأخر كثيراً".
ما المزايا التي تحصل عليها الدولة "الحليفة غير العضو بالناتو"؟
الدول المسماة بأنها دول حليفة رئيسية من خارج الناتو مؤهلة للحصول على المزايا التالية:
- – الدخول في مشاريع البحث والتطوير التعاونية مع وزارة الدفاع الأمريكية (DoD) على أساس التكلفة المشتركة.
- – المشاركة في بعض مبادرات ومشاريع مكافحة الإرهاب.
- – شراء قذائف اليورانيوم المنضب المضادة للدبابات.
- – أولوية تسليم الفائض العسكري (تتراوح من حصص الإعاشة إلى السفن).
- – حيازة مخزون احتياطي الحرب من المعدات المملوكة لوزارة الدفاع والتي يتم الاحتفاظ بها خارج القواعد العسكرية الأمريكية.
- – قروض المعدات والمواد لمشاريع البحث والتطوير والتقييمات التعاونية.
- الحصول على إذن لاستخدام التمويل الأمريكي لشراء أو استئجار معدات دفاعية معينة.
- – التدريب المتبادل.
- – تجهيز الصادرات العاجلة لتكنولوجيا الفضاء.
- – الحصول على إذن لتقديم عطاءات على عقود وزارة الدفاع، لإصلاح وصيانة المعدات العسكرية خارج الولايات المتحدة.
ما هي الدول التي يشملها هذا التصنيف، وهل هي متساوية بالفعل؟
هناك حالياً 18 دولة حاصلة على وضع "حليف رئيسي من خارج الحلف"، منها دول خليجية كالكويت والبحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي، ودول عربية أخرى مثل مصر والأردن وتونس والمغرب.
لكن في ديسمبر/كانون الأول 2014 أقر مجلس النواب الأمريكي قانون الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يضع إسرائيل بدرجة واحدة فوق تصنيف الحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو، بهدف مساعدة إسرائيل في الحفاظ على "تفوق عسكري نوعي" على خصومها. وسيضيف القانون دعماً إضافياً لشؤون الدفاع والطاقة وتعزيز التعاون التجاري والأكاديميين بين الدولتين، بالإضافة إلى ذلك، يدعو مشروع القانون الأمريكي إلى زيادة احتياطي الحرب في إسرائيل إلى 1.8 مليار دولار أمريكي.
ما التصنيفات الأخرى داخل حلف الناتو وما المزايا التي تحصل عليها الدول الأعضاء؟
يتكون حلف شمال الأطلسي "الناتو" اليوم من 30 دولة أعضاء من أمريكا الشمالية وأوروبا منذ إنشائه في 4 أبريل/نيسان 1949. ويعترف الحلف حالياً بالبوسنة والهرسك وجورجيا كـ"أعضاء طموحين"، أي مؤهلين للانضمام.
بالنسبة للأعضاء، فهم يتمتعون بمزايا عديدة، أبرزها هو ما تنص المادة الخامسة من المعاهدة على أنه في حالة حدوث هجوم مسلح ضد واحدة من الدول الأعضاء ينبغي أن يكون أمناً مشتركاً، ويجب أن يساعد الأعضاء الآخرون الأعضاء المعتدى عليهم، بالقوات المسلحة إن لزم الأمر. بالتالي فإن المبدأ التقليدي الأساسي لحلف الناتو هو "الدفاع الجماعي "، يعني أن الهجوم على عضو أو أكثر يعتبر هجوماً على جميع الأعضاء.
ويحظى الدول الأعضاء بالحلف بدعم عسكري واقتصادي دبلوماسي كبير، وتزيد العضوية في الناتو على بناء علاقة أوثق مع الولايات المتحدة وبالتالي الحصول على العديد من الامتيازات الاقتصادية والتجارية والعسكرية وغيرها.
وفيما يتعلق بالدول الشريكة، فقد وقع حلف شمال الأطلسي على مدار العقود والسنوات الماضية اتفاقيات شراكات مع نحو 40 دولة حول العالم، وهي تندرج تحت 4 اتفاقيات رئيسية: دول شركاء سلام، ودول الحوار المتوسطي، ودول مبادرة إسطنبول للتعاون، وأخيراً اتفاقية الشركاء الدوليين.
وتمتد شراكات الناتو من وسط وشرق أوروبا إلى مناطق بعيدة مثل منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تقيم الدول الشريكة علاقات فردية مع الناتو، تغطي جوانب مختلفة من التعاون العملي والعسكري. ويساهم العديد من الشركاء الأربعون في العمليات والمهام التي يقودها الناتو في مناطقهم، فيما يعمل العديد منهم على الانضمام إلى الحلف.