قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 1 فبراير/شباط 2022، إن الولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي (الناتو) تجاهلا هواجس روسيا الرئيسية في ردهما على الضمانات الأمنية بشأن أوكرانيا وتوسع أوروبا شرقاً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تجرّ بلاده إلى حرب بهدف فرض عقوبات على موسكو.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في ختام محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان في الكرملين.
حيث ذكر بوتين أن "موسكو لم تتلقَّ جواباً مناسباً من واشنطن وبروكسل على المطالب الروسية المحورية الثلاثة بعدم تمدد الناتو شرقاً، والتخلي عن نشر أسلحة هجومية قرب حدود روسيا، وإعادة البنية العسكرية للحلف في أوروبا إلى خطوط عام 1997".
بوتين أضاف: "وعدونا بعدم تقدم الناتو بوصة واحدة نحو الشرق، لكنهم خدعونا وتصرفوا بشكل آخر"، متهماً الغرب بأنه "يستخدم أوكرانيا أداة لاحتواء روسيا وكبح تقدمها الاقتصادي".
فيما عبّر الرئيس الروسي عن أمله في أن يستمر الحوار بشأن أوكرانيا من أجل تجنب "السيناريوهات السلبية" ومنها الحرب، التي قال إنها قد تندلع مع حلف شمال الأطلسي إذا انضمت أوكرانيا إليه ثم حاولت استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا بالقوة.
كما استطرد قائلاً: "دعونا نتخيل أن أوكرانيا عضو في حلف شمال الأطلسي وتبدأ هذه العمليات العسكرية. هل من المفترض أن نخوض حرباً مع الحلف؟، هل فكر أحد في ذلك؟، يبدو أنه لا يوجد".
أكبر غزو منذ الحرب العالمية
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال قبل أيام، إنه سيفكر في فرض عقوبات شخصية على بوتين إذا غزت موسكو أوكرانيا، مؤكداً أن العالم سيواجه "عواقب وخيمة" إذا قامت روسيا بغزو جارتها.
الرئيس الأمريكي وصف هذه الخطوة- في حال حدوثها- بأنها قد تصبح "أكبر غزو منذ الحرب العالمية الثانية"، منوهاً إلى أنه يشعر بأنه ملزم بتعزيز وجود الناتو في أوروبا الشرقية، وقال: "علينا أن نوضح أنه لا يوجد سبب يدعو أي شخص، أي عضو في الناتو، للقلق بشأن ما إذا كان الناتو سيأتي للدفاع عنه".
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تصريحات سابقة، إن روسيا يمكن أن تشن هجوماً جديداً على أوكرانيا بشكل سريع.
توتر متزايد بين كييف وموسكو
كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على كييف، ووجهت اتهامات، مؤخراً، إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال شنت هذا الهجوم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشنّ أي هجوم، لكن تقول إنها قد تقْدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.