قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إنه إذا ترشح للرئاسة وفاز بها في عام 2024، فسوف يعفو عن المتهمين بارتكاب جرائم، في الهجوم الدامي الذي شنه أنصاره على مبنى الكونغرس الأمريكي، العام الماضي.
جاءت تصريحات ترامب أمام جمع من أنصاره، السبت 29 يناير/كانون الثاني 2022، في كونرو بولاية تكساس.
ترامب ووسط تصفيق من الحضور، قال: "شيء آخر سنفعله، وقد سألني كثير من الناس عنه، إذا ترشحت وإذا فزت، فسنعامل هؤلاء المرتبطين بأحداث السادس من 6 يناير/كانون الثاني بشكل عادل (…) سوف نعاملهم بإنصاف".
أضاف الملياردير أنه "إذا تطلب الأمر عفواً، فسنمنحهم العفو، لأنهم يعامَلون بشكل غير عادل"، وفق قوله.
كان الآلاف من أنصار ترامب قد اقتحموا مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، في أسوأ هجوم يشهده هذا الصرح منذ حرب عام 1812.
جاء هذا الاقتحام بدافع من مزاعم ترامب الكاذبة بأن هزيمته في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2020 كانت نتيجة تزوير، وسعى المهاجمون إلى منع الكونغرس من التصديق على انتصار بايدن.
حينها لقي شرطي تصدى للهجوم حتفه في اليوم التالي، بينما انتحر في وقت لاحق، أربعة آخرون كانوا يحرسون مبنى الكونغرس في أثناء الهجوم.
كذلك، أُصيب نحو 140 من أفراد الشرطة بجروح خلال الاعتداءات التي استمرت عدة ساعات، كما لقي أربعة من مثيري الشغب حتفهم، وجرى توجيه اتهامات إلى ما يزيد على 700 شخص على صلة بهذا الهجوم.
في العام الذي أعقب اقتحام الكونغرس الذي تردَّدت أصداؤه بجميع أنحاء العالم، يرى مراقبون أن قبضة ترامب الخانقة على الجمهوريين أصبحت أقوى لا أضعف.
تقول إيلين كامارك، الباحثة بمعهد بروكينغز للأبحاث في واشنطن والمسؤولة السابقة بالبيت الأبيض: "لدينا الآن حزبٌ سياسي كبير يتبنى العنف بشكلٍ منهجي. إنهم يعيدون كتابة أحداث 6 يناير/كانون الثاني. ويشيرون، كما يفعل ترامب، إلى هؤلاء الناس المتمردين من أنصار ترامب على أنهم وطنيون".
كان ترامب أول رئيس في التاريخ الأمريكي يحثُّ على محاولة انقلاب. بعد اجتماعٍ حاشد حرَّضَ فيه الرئيس الخاسر أنصاره على "القتال الضاري".
يُشار إلى أنه لا يزال عددٌ صادم من الأمريكيين ينكرون نتائج انتخابات عام 2020؛ إذ وجد استطلاعٌ أجرته شبكة CNN الأمريكية في سبتمبر/أيلول 2021، أن 36% من الأمريكيين لا يعتقدون أن بايدن هو الفائز الشرعي بانتخابات الرئاسة.