أعلن مسؤول في "ألوية العمالقة" الموالية للحكومة اليمنية والمدربة إماراتياً، السبت 29 يناير/كانون الثاني 2022، أن الأخيرة أبقت قواتها في جبهات رئيسية باليمن في مواجهة المتمردين الحوثيين، وذلك بعدما أفادت الجمعة ، بأنها أنهت عملياتها العسكرية في منطقة قتال رئيسية.
المسؤول قال لوكالة الأنباء الفرنسية، طالباً عدم كشف هويته، إن "القوة التي أعادت التموضع لم تترك الجبهات، وإنما بدأت بوضع تحصينات دفاعية لصد أي هجمات عسكرية للحوثيين".
كانت "ألوية العمالقة"،المؤلفة من عسكريين في الجيش اليمني السابق ومتطوعين، أعلنت الجمعة 28 يناير/كانون الثاني، انسحابها من محافظة شبوة الاستراتيجية (وسط) بعدما استعادتها من المتمردين في العاشر من يناير/كانون الثاني.
صد هجمات الحوثيين
كان تقدّم "ألوية العمالقة" في محافظة شبوة الغنية بالنفط ومحافظة مأرب المحاذية لها من جهة الشمال، سبباً رئيسياً في مهاجمة المتمردين للإمارات في الأسبوعين الأخيرين، مطالبين الدولة الخليجية الثرية بوقف تدخلها في اليمن.
أضاف المصدر نفسه: "أكملت القوات مهمتها بتحرير مديريات شبوة وتأمينها وصولاً إلى طرد الحوثيين من حريب جنوب مأرب على حدود شبوة".
كما تابع قائلاً: "ما تبقى من مأرب وغير محرر مخولة به الحكومة ولديها جيشٌ قوامه مئات الآلاف من الجنود، وحان دورها في طرد الحوثيين من مأرب".
بينما يحاول المتمردون منذ أشهر، التقدم نحو مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، للسيطرة عليها ووضع أيديهم بذلك على الشمال اليمني بالكامل، لكن عملية "العملاقة" التي انطلقت من شبوة جنوب مأرب ألحقت خسائر بهم وشكّلت تهديداً لحملتهم.
تقدم القوة المدعومة إماراتياً
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، بدأت قوات "ألوية العمالقة" التحرك من مقر عملياتها الرئيسي في غرب اليمن جنوب محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر نحو مناطق أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني، بينما كان المتمردون يتقدمون نحو مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة في الشمال.
في 27 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت "ألوية العمالقة" أنها أرسلت قوات عسكرية باتجاه محافظة شبوة بهدف "تحرير المديريات التي سقطت بأيدي ميليشيات الحوثي في محافظة شبوة". ودفع تقدّمها السريع في شبوة الحوثيين إلى مهاجمة الإمارات، مطالبين أبوظبي بوقف العملية.
فيما أعلنت أبوظبي، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني، أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين، في هجوم وقع بعد أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي، في أول هجوم دامٍ على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
بينما يدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ عام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
أسفر النزاع في اليمن عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.
ما هي "ألوية العمالقة" اليمنية؟
تعتبر "ألوية العمالقة" بمثابة تشكيلات عسكرية يمنية أنشأتها دولة الإمارات في الساحل الغربي للبلاد بين عامي 2016 و2018، ويبلغ عددها نحو 15 لواء.
يصل عدد أفراد اللواء الواحد إلى ألف فرد تقريباً وفقاً لتقديرات مقربين من "ألوية العمالقة"، مع تفاوت في العدد من لواء إلى آخر، وفق وكالة الأناضول.
تضم العمالقة في الغالب السلفيين المنحدرين من محافظات جنوبية، إضافة إلى المقاومة التهامية (منطقة تهامة اليمنية المطلة على البحر الأحمر)، وجميعها تشارك في الاشتباك ضد جماعة الحوثي بمديريات الساحل الغربي.
في البداية كُلف لقيادة العمالقة، أبو زرعة المحرمي اليافعي، الذي كان يعمل في بيع العسل بعدن (جنوب) قبل اندلاع الحرب، وقبل عامين تم استبعاده من القيادة، ثم أعيد العام الماضي، إلى موقعه على رأس قوات العمالقة.
فيما تنتشر قوات العمالقة في جبهات الساحل الغربي بمحافظة الحديدة، ولها وجود في بعض مناطق محافظتي لحج والضالع (جنوب)، خاصة بعدما تم الاتفاق بين الحكومة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار في الحديدة فيما عُرف باتفاق ستوكهولم أواخر العام 2018.
كما توجد قوة محدودة بمناطق التماس في منطقة شقرة بمحافظة أبين (جنوب)؛ لمنع الاشتباك بين قوات الحكومة من جهة وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً من جهة أخرى، حيث تلتزم قوات العمالقة موقفاً محايداً في الصراع بين الطرفين، باستثناء بعض الأفراد التابعين للمجلس.