أقرّ قائد في البحرية الأمريكية بحصوله على 250 ألف دولار نقداً وعلى خدمات جنسية، من مقاول دفاع أجنبي مقابل تسريب أسرار الدولة، في واحدة من أسوأ فضائح الفساد التي واجهتها المؤسسة العسكرية الأمريكية وتورط فيها عشرات المسؤولين.
وساعدت المعلومات التي قدمها الضابط ستيفن شيد إلى الشركة التجارية في الاحتيال على البحرية الأمريكية نفسها بمبلغ 35 مليار دولار، حسبما قالت شبكة BBC البريطانية الجمعة 28 يناير/كانون الثاني 2022.
يأتي إقرار الضابط شيد بذنبه، ضمن آخر ما كشفته قضية "فات ليونارد"، إذ يعد واحداً من تسعة أفراد في الأسطول الأمريكي السابع الذين وجهت إليهم هيئة محلفين فدرالية كبرى لائحة اتهام في مارس/آذار 2017 لدورهم في الفضيحة، والضابط الثالث الذي يقر بالذنب.
بحسب وزارة العدل الأمريكية، أقام شيد والضباط الآخرون "حفلات جنسية مع عاملات جنس وحفلات عشاء فاخر ورحلات خارجية" مقابل تقديم أسرار عسكرية، ومنح "نفوذ كبير" لصالح شركة "غلين ديفانس مارين آسيا"، التي أسسها مواطن ماليزي يدعى ليونارد غلين فرانسيس، في سنغافورة.
وعرفت القضية على نطاق واسع باسم "فات ليونارد"، بسبب مظهر ليونارد الممتلئ.
تحركات السفن العسكرية
وأوقف ليونارد غلين فرانسيس في كاليفورنيا بعد استدراجه من قبل مسؤولين أمريكيين عام 2013. وأقر بارتكاب أعمال رشوة وتآمر. وبقي في السجن أو رهن الإقامة الجبرية في المنزل.
وبحسب الادعاء العام، ساعدت المعلومات التي قدمها شيد وآخرون، الشركة في الفوز والحفاظ على العقود. وكلّفت البحرية مبالغ بقيمة 35 مليار دولار، مقابل خدمات مثل توفير زوارق السحب، والأمن وإزالة النفايات من السفن في الميناء.
واعترف شيد بأنه والمتهمين الآخرين، قدموا لفرانسيس جداول التحركات البحرية ومعلومات أخرى، فيما جاء هذا الاعتراف كجزء من صفقة الادعاء مع المتهم.
ووُجّه الاتهام إلى 35 شخصاً، من بينهم مسؤولون في البحرية وأفراد متقاعدون وموظفون بوزارة الدفاع، إضافة إلى فرانسيس ليونارد، بارتكاب جرائم في القضية سيئة السمعة.
ومن بين هؤلاء، أقر 28 شخصاً بذنوبهم، من بينهم ضابطان آخران في الأسطول السابع.
وستعقد جلسة النطق بالحكم على الضابط شيد في 21 يوليو/تموز 2022، في محكمة فدرالية في كاليفورنيا، بينما من المقرر أن تبدأ محاكمة ضباط الأسطول الآخرين في 28 فبراير/شباط 2022.
ومن المتوقع أن يحضر "فات ليونارد" شخصياً للإدلاء بشهادته خلال محاكمة الضباط الشهر القادم.