قال مجتمع "ويليامز ليك" للسكان الأصليين في كندا، إن هناك نحو 100 قبر "محتمل" لرفات أطفال، بموقع مدرسة "سانت جوزيف ميشن" السكنية بولاية "كولومبيا البريطانية" غربي البلاد.
حيث ذكر مجتمع "ويليامز ليك فيرست نيشن"، في بيان، الأربعاء 26 يناير/كانون الثاني 2022، أن مسحاً جيوفيزيائياً كشف عن "93 مؤشراً" تدل على وجود "دفن بشري محتمل" في موقع مدرسة "سانت جوزيف ميشن" السكنية السابقة.
العثور على رفات أطفال في كندا
كذلك وحسب البيان، قام المحققون بمسح ما يقرب من 14 هكتاراً من الموقع البالغة مساحته 480 هكتاراً، والذي يبعد نحو 300 كم شمالي مدينة كاملوبس التي عُثر فيها على رفات 215 طفلاً في مايو/أيار 2021.
يُذكر أنه ومنذ مايو/أيار 2021، تم العثور على أكثر من ألف مقبرة مجهولة بالقرب من "المدارس السكنية الهندية" السابقة التي تديرها الكنيسة الكاثوليكية.
حيث التحق الآلاف من أطفال السكان الأصليين بمدرسة "سانت جوزيف ميشن" بين عامي 1886 و1981، عندما كانت تعمل كمَدرسة داخلية تديرها طوائف دينية مختلفة كجزء من نظام الحكومة الكندية، وفقاً للبيان.
البحث عن مقابر سرية
من جانبه قال ويلي سيلارز، رئيس المجتمع الذي يتكون من 800 شخص من السكان الأصليين، إن "هناك كثيراً من العمل الذي يتعين القيام به في موقع مدرسة (سانت جوزيف ميشن)، ولدينا كل النية لمواصلة هذا العمل".
أما في أوائل يناير/كانون الثاني 2022، فأعلنت ولاية أوتاوا عن تخصيص 1.9 مليون دولار كندي (1.5 مليون دولار أمريكي) لتمويل التحقيقات في موقع "سانت جوزيف ميشن".
وسبق أن قالت الحكومة في بيان آنذاك: "حتى الآن تم تخصيص 116.8 مليون دولار كندي (93 مليون دولار أمريكي) لدعم الناجين من مجتمعات الأمة الأولى والإنويت والميتيس وعائلاتهم، والتوجه نحو تحديد أماكن الأطفال المفقودين الذين التحقوا بالمدارس السكنية وإحياء ذكراهم".
كما قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء، إن أنباء المقابر المحتملة "تجلب كثيراً من المشاعر المحزنة"، وأضاف: "قلبي ينفطر على أفراد المجتمع، وعلى أولئك الذين لم يعُد أحبّاؤهم إلى المنزل".
في حين تجري العديد من التحقيقات بالمدارس الداخلية السابقة في جميع أنحاء البلاد، حيث يُعتقد أن ما بين 4 و6 آلاف طفل في عداد المفقودين، وفقاً للسلطات الكندية. ويقول مؤرخون كنديون إنه بين عامي 1883 و1996، أجبر نحو 150 ألف طفل من السكان الأصليين على "استيعاب وإدراك" المجتمع الأبيض في كندا، عبر الالتحاق بمدارس كان يديرها غالباً مبشرون مسيحيون.
في سياق متصل تعرَّض هؤلاء الأطفال لانتهاكات كبيرة، حيث وصفت "اللجنة الكندية للحقيقة والمصالحة" في 2015، ما عاشوه بـ"الإبادة الثقافية"، إذ كانوا يُمنعون من التحدث بلغتهم الأصلية، كما تعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي والحرمان من الطعام، حسب شهادات كثيرة.