ألمح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني 2022، إلى صعوبة حصول مغني الراب غيمس، المتحدر من الكونغو الديمقراطية، على الجنسية الفرنسية، رغم عيشه بفرنسا طيلة حياته تقريباً، وذلك بعد تصريح لغيمس أبدى فيه موقفه من المسلمين الذين يقدمون المعايدة برأس السنة.
الوزير دارمانا أشار إلى أن الجنسية تُرفض "بصورة عامة للأشخاص الذين يعتنقون مبادئ الإسلام المتشدد"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان مغني الراب الكونغولي الذي أعلن عزمه تقديم طلب جديد للحصول على الجنسية الفرنسية بعد رفض طلبه الأول، قد أثار جدلاً، من خلال نشره مقطعاً مصوراً مطلع يناير انتقد فيه المسلمين الذي يعايدون الآخرين برأس السنة.
غيمس قال حينها: "أرجوكم، أوقفوا عني رسائل سنة سعيدة، أنتم تعلمون أني لا أحب ذلك على الإطلاق ولن أجيب عنه، ولكنكم تستمرون في إرسال ذلك طوال يناير ثم فبراير، الغريب أن من يرسلون لي هذه الرسائل مسلمون مثلي، دعونا نركز على ما يخصنا ويجمعنا، ولنحافظ على قيمنا بكل قوة".
رداً على سؤال لإذاعة "فرانس إنتر"، اعتبر دارمانان أن "عدم المعايدة بالسنة الجديدة بحجة عدم ملاءمة ذلك مع ما يفعله أصدقاء، أو رفاق أو إخوة هذه الشخصية أو تلك أياً كانت درجة قدسيتها، ليس دليلاً جيداً على الاندماج في المجتمع الفرنسي"، لكنه أوضح أن "أجهزة وزارة الداخلية ستعيد بلا شك درس طلبه".
مغني الراب غيمس يعتذر
كان غيمس قد قدّم الأحد 23 يناير/كانون الثاني 2022 اعتذاراً، وقال لجريدة: "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية "أنا نادم تماماً على هذا الفيديو.. لم أكن أريد أن أجرح الناس. الإيمان شأن خاص لكل شخص".
أضاف المغني: "عدم كوني فرنسياً هو من أكثر الأمور التي أندم عليها. كل ذكرياتي في فرنسا، عندما أسافر إلى قطر أو الولايات المتحدة أقدم نفسي كفنان فرنسي وليس كونغوليا".
أشار غيمس إلى أن ما ينقصه فقط هو "الوثيقة الرسمية"، وأضاق: "لكن ذلك يتوقف علي فحسب. الرفض مرتبط على ما يبدو بمخالفة ارتكبتها عندما كنت قاصراً. لكن سجلي نظيف".
إلا أن جريدة "لو باريزيان" اليومية نشرت تحقيقاً عن المغني برواية أخرى، فهو قدم أول طلب للحصول على الجنسية الفرنسية في 2013 لكن "الإجراء تعثر".
بدوره قال وزير داخلية سابق في مقابلة مع الجريدة، إن الرفض الذي تلقاه المغني عام 2017 يعود إلى "عدم دفعه غرامات مخالفات مرورية وعدم قدرته على جعل فرنسا مركز مصالحه المادية" علماً بأنه يعيش خلال جزء كبير من السنة في مراكش (المغرب).
كان مغني الراب غيمس وكاتب الأغاني المولود باسم غاندي دجونا في كينشاسا، قد وصل عام 1986 إلى فرنسا وهو في الثانية من العمر برفقة والديه، اللذين هربا من جمهورية الكونغو الديمقراطية التي كانت تعرف في ذلك الوقت بـ"زائير" في ظل حكم الرئيس موبوتو سيسي سيكو.