بات آلاف الجنود من الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى في انتظار أوامر بالانتشار في أوكرانيا لمواجهة التهديدات الروسية لغزو البلد الأوروبي، بينما اتهم الكرملين الولايات المتحدة وحلفاءها بتصعيد التوترات بين الشرق والغرب.
يأتي ذلك بينما تشير كل المؤشرات إلى اقتراب حرب جديدة على حدود أوروبا الشرقية، حيث تتهم الدول الغربية روسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا على الرغم من المفاوضات الدبلوماسية التي انتهت بالفشل، بينما تنفي موسكو أي رغبة لها في اندلاع صراع عسكري بالمنطقة.
تأهب الجيش الأمريكي قبل غزو أوكرانيا
فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، جون كيربي، الإثنين 24 يناير/كانون الثاني 2022، أنه تم وضع ما يصل إلى 8 آلاف و500 جندي من الجيش الأمريكي على أهبة الاستعداد لأوامر بالانتشار، حيث تتواجد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية.
قال كيربي، في مؤتمر صحفي، إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمر بزيادة جاهزية وتأهب وحدات عسكرية من نحو 8 آلاف و500 جندي من الجيش الأمريكي لتكون مستعدة في مدة زمنية قصيرة للانتشار في أوروبا، إذا تم تفعيل قوة الردع السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحسب موقع "الحرة".
أضاف المسؤول الأمريكي أن "بلاده تواصل التنسيق الوثيق مع الحلفاء والشركاء بشأن احتياجاتهم على الأرض". وأشار إلى أن الوحدات التي يتم تحضيرها تضم فرقاً قتالية ولوجستية وطبية واستخباراتية.
في وقت سابق الإثنين، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ إن الكتلة العسكرية للحلف تدرس نشر قوات عسكرية إضافية في جنوب شرق أوروبا.
مؤخراً، حذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون من أن روسيا تمهد الطريق لغزو أوكرانيا، حيث نشرت مسبقاً أكثر من 100 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، إلى جانب عمليات انتشار كبيرة للمدفعية والدبابات.
موسكو تتهم الغرب بتصعيد التوترات
من جهتها، رفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا قائلة إن قواتها موجودة هناك لإجراء تدريبات منتظمة.
كما اتهم الكرملين الولايات المتحدة وحلفاءها الإثنين بتصعيد التوترات بين الشرق والغرب عبر الإعلان عن خطط لتعزيز قوات حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا وإجلاء أسر الدبلوماسيين من السفارة الأمريكية في أوكرانيا.
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن احتمالات اندلاع صراع عسكري، يشعل شرارته الجانب الأوكراني في شرق أوكرانيا، أكبر من أي وقت مضى.
أضاف بيسكوف أن كييف نشرت قوات بأعداد كبيرة قرب حدود المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، وهي خطوة وصفها بأنها مؤشر على أن أوكرانيا تستعد لمهاجمتهم. ونفت أوكرانيا ذلك مراراً. وأضاف بيسكوف أن المعلومات الواردة من الغرب ممزوجة "بالهستيريا" و"مليئة بالأكاذيب".
معلومات المخابرات مثيرة للتشاؤم
بينما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الإثنين إن معلومات المخابرات حول غزو روسي لأوكرانيا مثيرة للتشاؤم لكنها لا تعني أن الغزو واقع لا محالة، ووجه تحذيراً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي صراع يمكن أن يتحول إلى "شيشان جديدة".
كما قال جونسون في تصريحات تلفزيونية: "علينا أن نوضح للكرملين ولروسيا بمنتهى الصراحة أن (الغزو) سيكون خطوة كارثية".
رداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الغزو بات وشيكاً الآن، قال جونسون: "معلومات المخابرات حول هذه النقطة مثيرة للتشاؤم بشدة".
كما أضاف جونسون: "لا أعتقد أن هذا حتمي الآن في كل الأحوال، أعتقد أن المنطق يمكن أن ينتصر".