كشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، الأحد 23 يناير/كانون الثاني 2022، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيطلب من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة البيت الأبيض، في وقت لاحق من هذا الشهر، لبحث إمكانية توريد الغاز لأوروبا.
حيث نقلت الوكالة عن أشخاص قالت إنهم مطلعون على الأمر، أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية بحثوا مع قطر إمكانية إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال، في حال أدى غزو روسي (محتمل) لأوكرانيا إلى نقص في إمدادات الغاز الروسي لأوروبا.
من جهته، صرّح مسؤول في البيت الأبيض، مساء الجمعة، أنه يتم الإعداد للاجتماع بين بايدن والأمير تميم منذ فترة، وفق بلومبرغ.
استكشاف خيارات الطوارئ
بدوره، ذكر مسؤول أمريكي كبير أن وزارة الخارجية، بقيادة كبير مستشاري أمن الطاقة عاموس هوشتاين، كانت في الأسابيع الستة إلى الثمانية الماضية تضع استراتيجية عالمية لاستكشاف خيارات الطوارئ لإعادة توجيه وزيادة إمدادات الغاز من أجزاء مختلفة من العالم.
المسؤول ذاته لفت إلى أن الدول المشاركة في المحادثات تشمل قطر والنرويج، لكن تواصل واشنطن كان مع العديد من الدول الأخرى، حيث تحدد الولايات المتحدة وحلفاؤها الإمدادات التي ستكون مطلوبة خلال الشتاء والربيع إذا كان هناك نقص في الغاز.
بحسب المسؤول الأمريكي، تعد تلك المناقشات في مرحلة "متقدمة إلى حد ما"، وكانت تهدف إلى "طمأنة الحلفاء الأوروبيين المتوترين بأن فرض عقوبات على روسيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة لن يؤدي إلى انتكاسة كبيرة للاقتصاد الأوروبي".
كان مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية قد صرح، في وقت سابق هذا الشهر، بأنهم يدركون جيداً "التأثير المحتمل لتقليص إمدادات الطاقة الروسية، في كل من سوق أوروبا والعالم، ونعمل بجد لتحديد وإدارة هذه المخاطر من خلال مجموعة من خيارات الطوارئ".
مخاوف أوروبية
تجدر الإشارة إلى أن أوروبا تحصل على أكثر من 40% من الغاز الطبيعي من روسيا، فيما يمر نحو ثلث الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
فيما تخشى بعض الدول الأوروبية من أن تؤدي معاقبة روسيا بعقوبات قاسية على خلفية الأزمة الأوروبية إلى إلحاق الضرر باقتصاداتهم، لأنها قد تدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقطع أو تقليص إمدادات الغاز منتصف الشتاء.
جدير بالذكر أن قطر تعد واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث يتم بيع حوالي ثلاثة أرباع هذا الوقود إلى دول آسيوية تفتقر للطاقة مثل اليابان وكوريا. وتوفر قطر حوالي 5% من الغاز الطبيعي لأوروبا.
يشار إلى أن روسيا حشدت عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا، وأرسلت قوات إلى روسيا البيضاء؛ للمشاركة في تدريبات عسكرية، وتريد من حلف شمال الأطلسي التعهد بعدم قبول أوكرانيا مطلقاً في عضويته. ورفض الحلف المطالب الروسية.
في حين تخشى الدول الغربية من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على دولةٍ غزتها في 2014، لضم شبه جزيرة القرم.
إلا أن روسيا تنفي تخطيطها لشن أي هجوم، لكن تقول إنها قد تقْدم على عمل عسكري غير محدد إذا لم تتم تلبية قائمة مطالبها الأمنية.