كادت فرقة سرية أمريكية أن تتسبب في كارثة تهدد حياة عشرات الآلاف من الأرواح في سوريا، بعد أن أقدمت على قصف سد ضخم من المياه، على الرغم من إدراجه في قائمة المواقع "الممنوعة من الاستهداف"، لدى وزارة الدفاع (البنتاغون)، وفق ما نقلت صحيفة The Times البريطانية السبت 22 يناير/ كانون الثاني 2022.
تقرير جديد كشفت عنه الصحيفة البريطانية تناول الهجوم الذي تعرض له سد الطبقة على نهر الفرات في شرق سوريا، عند منبع الرقة، وهو أحد أكثر الحوادث إثارة للجدل، أثناء حرب التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
ففي ذلك الوقت، أصرت الولايات المتحدة وحلفاؤها على استخدام القوة الخفيفة فقط للاستيلاء على السد الذي يشكل موقعا استراتيجيا لتنظيم داعش، بينما كشفت التقارير غير ذلك.
قنبلة ضخمة لم تنفجر
حيث زعم تحليل جديد أجرته صحيفة The New York Times، أنَّ ثلاث قنابل تزن 2000 رطل (907 كيلوغرامات)، بما في ذلك واحدة على الأقل "خارقة للتحصينات"، استُخدِمَت دون الرجوع إلى التسلسل القيادي العادي.
بحسب البيانات المتوفرة، فقد فشلت قنبلة خارقة للتحصينات بوزن 2000 رطل من طراز "بي إل يو-109" في الانفجار، فيما قال تقرير عسكري أن انفجارها كان سيدمر السد تماماً ولأغرق البلدات عند المصب وقتل عشرات، إن لم يكن مئات الآلاف من الناس.
لكن القصف دمر الآلات التي كانت تدير السد، وارتفعت مستويات المياه بسرعة 50 قدماً (15 متراً).
تحايل على قرارات عليا
ووقع قصف 26 مارس/آذار 2017 بأمر من فرقة خاصة تنسق العلاقات بين الولايات المتحدة والقوات المحلية ولديها سلطة إصدار أوامر بضرباتها الخاصة.
إلا أن الفرقة الخاصة تلقت تحذيراً بأنه لا ينبغي قصف السد عندما طلبت من وكالة استخبارات الدفاع التابعة للبنتاغون تقييم الذخائر التي يمكن استخدامها.
لكن المجموعة استخدمت بروتوكولاً يسمح بالترخيص بالضربات مثل استجابة طارئة عندما تتعرض القوات للهجوم دون اللجوء إلى القيادات العليا.
وكانت التعليمات الموجهة إلى طاقم القاذفة "بي-52″، المدونة في سجلاتها التي استُخدِمَت لتأكيد الحادث، هي أنَّ القصف كان مطلوباً من أجل اختراق "تضاريس ممنوعة"، دون الإشارة إلى تعرض القوات للخطر.
من جانبها، دافعت وزارة الدفاع الأمريكية عن الضربة قائلة إنها استهدفت أبراج مراقبة السد وليس هيكل السد.
وقال الكابتن بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، إنَّ "التحليل أكد أنَّ الضربات على الأبراج الملحقة بالسد لن تتسبب على الأرجح في أضرار هيكلية في سد الطبقة نفسه". وأضاف أنَّ السد لم ينهار.