حذَّرَت السلطات الصحية من أن مستشفيات محافظة إدلب شمال غربي سوريا مُهدَّدة بالإغلاق بعد تضاؤل تمويلها، ما يُعرِّض ملايين السوريين للخطر، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 16 يناير/كانون الثاني 2022.
فبحسب مديرية الصحة في إدلب، اضطرت 18 مؤسسة صحية تقريباً إلى تقليص حجم عملياتها في الشهور الأخيرة بعد أن انتهت عقود المساعدات الموجهة لها.
من جهته، قال سالم عابدين، مدير مديرية الصحة في إدلب، إن عدداً من الجماعات الإنسانية المحلية والدولية لم تُجدِّد حزم المساعدات التي ترسلها، ما أدى إلى نقص الموارد.
عابدين أشار إلى أن المساعدات الطبية في شمال غربي سوريا تأتي في هيئة مشروعات إنسانية، تتجدَّد كل 6 إلى 24 شهراً، وأنه بنهاية عام 2021 كانت العديد من العقود قد انتهت ولم يجر تجديدها.
بينما لا أحد يعرف سبب عدم تجديد العقود، غير أن بدايات الأعوام عادة ما تشهد انتهاء دورات التمويل.
تأمين موارد دعم جديدة
فيما أضاف عابدين: "إننا نعمل على تأمين موارد دعم جديدة لتلك المستشفيات كي تستمر في تقديم خدماتها للمدنيين في شمال سوريا".
في حين أثَّر تقليص التمويل على المراكز الطبية في مدينة إدلب؛ سلقين وحارم وأريحا وأطمة وكللي، ولفت عابدين إلى أن عدد المتأثرين يمكن أن يبلغ 50 ألف شخص شهرياً.
بدوره، لفت باسل ساباج، المنسق الطبي، إلى أن مستشفى الداخلية التخصصي في إدلب، الذي يُقدم خدمات لـ 9400 شخص شهرياً، اضطر إلى إيقاف أغلب عملياته.
كما نوه أطباء إلى أن الأقسام التي اضطرت إلى الإغلاق، تشمل الطب الباطني ورعاية الأطفال وطب النساء والصحة الإنجابية وسيارات الإسعاف وغير ذلك.
على شفا الانهيار
بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، تعرَّضت منظومة الرعاية الصحية الضعيفة في شمال غربي سوريا، المُنهَكة بالفعل بعد سنوات من الحرب، إلى مزيد من الإنهاك بعد جائحة كوفيد-19.
نتيجة لهذه التداعيات، حذَّرت المنظمات غير الحكومية والأطباء من أن تقليص العمليات أكثر من ذلك بسبب انقطاع التمويل يمكن أن يدفع بها إلى الانهيار.
حيث حذّرت جماعة منسقي الاستجابة، في بيان لها الأسبوع الماضي، جميع الأطراف مما وصفته بالتبعات الكارثية لتوقف الدعم المُقدم إلى القطاع الطبي.
كانت المستشفيات في شمال غربي سوريا، آخر معقل رئيسي للمعارضة في البلاد، قد استُهدفت بالهجمات مراراً منذ بداية الصراع في عام 2011.
يشار إلى أنه وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة فإن شمال غربي سوريا يؤوي 4.4 مليون شخص، منهم أكثر من مليونين مُشردين داخلياً، ويحتاج حوالي 70% من مواطني هذه المنطقة إلى المساعدات الإنسانية بشدة.
فيما تدخل المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى شمال غربي سوريا من منفذ باب الهوى فقط، الواقع على الحدود التركية. وفي الأسبوع الماضي، جددت الأمم المتحدة المساعدات العابرة للحدود إلى إدلب فعلياً، حتى يوليو/تموز 2022.
من جانبهم، حثت المجموعات الحقوقية المتبرعين الدوليين على الالتزام بتقديم المساعدات لسوريا، حيث المواطنون "في حاجة ماسة إلى منظومة رعاية صحية فاعلة أكثر من أي وقتٍ مضى".
يُذكر أن شمال غربي سوريا هو موطن لما لا يقل عن 4 ملايين شخص فروا من القصف الحكومي في أجزاء أخرى من البلاد.
إلا أن تفاقم عمليات القصف وتزايد مستويات النزوح، أدى إلى أن يعيش كثيرون في ملاجئ مؤقتة مع القليل من المياه والمرافق الطبية.