الأمر سبق أن حدث معنا جميعاً.. بداية تقوم بإعداد كوب لذيذ من القهوة أو الشاي، وما أن تشرع في تناوله حتى يباغتك اتصال هاتفي أو تنخرط في مهمة ما أو نقاش مع أحد أفراد أسرتك، وما أن تعود لمشروبك تجده قد برد وأصبح غير قابل للشرب.
وبالرغم من أن إعادة تسخين القهوة والشاي لها مزاياه، فهو يوفر المال والطاقة ويقلل أيضاً من بصمتنا الكربونية من خلال عدم إهدار المكونات أو الحرارة التي تم استخدامها في إعداد المشروب.
ومع ذلك، فقد سمعناً ملياً عن مخاطر إعادة تسخين المشروبات وتناولها. ولكن رميها يبدو وكأنه إهدار كبير! إذن ما الذي يجب علينا فعله في نهاية المطاف؟
إليك ما يحدث عند إعادة تسخين القهوة، ولماذا يجب أن نتوقف عن القيام بهذه الخطوة وما مدى أضرارها على الصحة والجسم.
إعادة تسخين القهوة والشاي تؤثر على المذاق
قد يؤدي القيام بإعادة تسخين تلك المشروبات إلى تغيير مذاق المشروب وهدر نكهاته وخصائصه الغذائية وحتى رائحته.
وبحسب موقع Time Of India، إذا تركت الشاي أو القهوة الخاصة بك مهجورة لأكثر من أربع ساعات، فلا يُنصح بإعادة تسخين تلك المشروبات، لأنها قد تحتوي على عوامل نمو العفن والبكتيريا التي تصيب السوائل الراكدة.
كذلك إذا كان الشاي مصنوعاً من الحليب والسكر، فاعلم أن إعادة تسخينه لا تؤدي إلا إلى تطوير البكتيريا والملوثات الأخرى بسرعة إضافية في السائل بسبب مركبات الحليب.
كما تؤدي الحرارة الزائدة إلى تطاير المركبات المتطايرة في المشروب، مثل الزيوت العطرية في القهوة والشاي، ما يفقد المشروب مذاقه بدرجة كبيرة.
معدلات طفيفة من السموم قد تؤثر مع الاستمرار على المدى البعيد
أولاً، لا تعيد تسخين الشاي أو القهوة إذا تُرك في درجة حرارة الغرفة لمدة تتراوح بين 4 إلى 8 ساعات. أما إذا نسيت تناول الشاي لمدة أقصاها 10 إلى 15 دقيقة، فمن الآمن شربه فاتراً كما هو.
ومع ذلك، يوضح موقع Times of India أن بكتيريا التسمم الغذائي مثلاً تنمو في الشاي البارد الذي يتعرض للحرارة بين 41 إلى 140 درجة فهرنهايت.
الحالة تكون أسوأ أيضاً مع شاي الحليب أو القهوة بالحليب، وهي المشروبات التي يمكن أن تكتسب مذاقاً وقواماً غريباً عند إعادة تسخينها.
يؤدي وجود الحليب إلى تراكم البكتيريا بشكل أسرع، ولن يقتلها إلا إعادة تسخين الشاي بدرجة عالية للغاية تُفقد المشروب ما تبقى فيه من قيمة غذائية.
إعادة تسخين المشروبات تسبب اضطرابات المعدة ومشاكل الهضم
يمكن أن تتسبب إعادة تسخين القهوة والشاي في تبعات خطيرة بالنسبة للمشروب عند تناوله؛ إذ تخرج جميع المعادن والمركبات الجيدة من المزيج عندما نقوم بتسخينه مرة أخرى بعد برودته، في حين تتركز المعادن والأملاح التي تواجدت في مياه التحضير بعد إعادة غليها، ما يؤذي المعدة بشكل خاص.
كما قد تزداد المشاكل خطورة إذا أصيب الشاي أو القهوة الخاصة بك بالعفن بعد ترك المشروب مكشوفاً للهواء لمدة يوم كامل، أو في حالات الطقس الحار، بحسب موقع Dial Up Coffee المتخصص في القهوة.
قد لا تكون العفونة مرئية للعين ويمكن تفويتها بسهولة في المشروبات. ولكن عند إعادة تسخينها يمكن أن تسبب اضطرابات في المعدة وتؤدي هذه المشكلة إلى حدوث اضطرابات المعدة والإسهال والتشنجات والالتهابات والشعور بالغثيان وحتى القيء عند التكرار بصورة كبيرة.
هل إعادة تسخين الشاي والقهوة تقلل نسبة الكافيين في المشروب؟
هناك الكثير من الآراء المتضاربة حول هذه الفكرة.
ولكن كقاعدة عامة، تؤثر الحرارة على القيمة الغذائية للمشروب، لذا فمن المنطقي أن إعادة تسخين قهوتك أو كوب شايك البرد ستؤثر بدرجة ما على مستويات الكافيين فيه.
ومع ذلك، يوضح موقع Foods Guy للمعلومات عن الطعام أن إعادة تسخين القهوة والشاي لن تؤثر على مقدار الكافيين بشكل يؤثر على تركيزه في الجسم بعد تناول المشروب، على الرغم من أن البعض قد يظن غير ذلك.
بدائل إعادة تسخين القهوة والشاي
إذا كنت قد أضفت القليل من السكر إلى كوب الشاي أو القهوة الخاص بك قبل أن يبرد، فقد يكون هناك بعض الاستخدامات لفنجانك المنسي عوضاً عن سكبه في المجلى، بعض تلك الأفكار بحسب موقع Plum Delux هي كالآتي:
صب كوب القهوة أو الشاي بعد أقل من ساعة على برودة في علبة مكعبات الثلج الصغيرة واستخدمها في تحضير مشروباتك الباردة لاحقاً.
قم بتخفيف المشروب ثم ضعه في علبة مكعبات الثلج واستخدمه في زيادة نكهة مشروباتك الباردة.
أخيراً، يمكنك دائمًا اتخاذ تدابير وقائية من خلال استخدام الأكواب التي تحافظ على حرارة المشروب لساعات لكي تستمتع به دون مشكلة.