قال اللواء الإسرائيلي موشيه تال، الذي استقال من ملف شؤون الأسرى، إن تل أبيب ليست لديها رغبة كبيرة في إعادة الأسرى والمفقودين المحتجزين لدى حركة "حماس" بقطاع غزة، متحدثاً عن إهدار إسرائيل العديد من الفرص لإعادة الأسرى.
جاء ذلك في حديث للواء لإذاعة 103FM التابعة لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأحد 2 يناير/كانون الثاني 2022، تطرق خلاله إلى أسباب استقالته التي أعلنها الأسبوع الماضي.
تأتي تصريحات تال، في وقت لا تزال تحتفظ فيه حركة حماس بأربعة جنود إسرائيليين في قطاع غزة دون الإفصاح عن أية معلومات بشأنهم، أُسر اثنان منهم خلال الحرب الإسرائيلية في صيف 2014، فيما دخل الآخران القطاع في ظروف غامضة.
تُصر حماس على مبادلة الجنود الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين، لاسيما من أصحاب المحكوميات العالية، في حين ترفض إسرائيل ذلك وتطالب بالإفراج عن جنودها كشرط لتحسين الأوضاع المعيشية في القطاع المحاصر منذ 2006.
تال قال إنه "شعر بأنه لا توجد رغبة كبيرة كافية لإعادتهم (الأسرى والمفقودين الإسرائيليين)، من جانب صناع القرار (في إسرائيل)، خصوصاً الجانب السياسي الذي عليه أن يقرر ماذا يريد وبأي ثمن".
أضاف أن استقالته وإدراكه أنه لا يوجد ما يمكن عمله لمحاولة التأثير في عملية إطلاق الأسرى والمفقودين لدى حماس، نابعان "من الجولة الأخيرة من المحادثات التي أجريناها، والتي كانت في ظل الحكومة الحالية (برئاسة نفتالي بينيت)".
اعتبر تال أن ما سيُحدث الفرق في قضية الأسرى، هو "الاهتمام الإعلامي (بالقضية)".
إهدار للفرص
كذلك، كشف تال عن إهدار إسرائيل عدداً من الفرص لإعادة الأسرى والمفقودين الأربعة، وأوضح ذلك بقوله: "كانت هناك حالتان في السنوات الأخيرة، حيث كانت جميع الظروف والأجواء المحيطة مناسبة من حيث المرونة على الجانب الآخر (حماس) وجانبنا الخاص بصنع القرار".
أضاف أن "الأجواء كانت سانحة لإجراء صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، بعد شهر من أداء حكومة بينيت اليمين (في 13 يونيو/حزيران 2021)، وفي ظل تغيير الإدارة الأمريكية، وعندما كان المصريون وقتها على مستوى تحفيز لم أره من قبل لحل المشكلة".
تابع اللواء تال: "نحن نتحدث عن الصيف الماضي، وهذا هو الوقت الذي كان يجب أن يقول فيه صانع القرار نعم نريد، لكنهم لم يفعلوا".
من جانبها، انتقدت والدة الملازم "هدار غولدين"، المحتجز لدى "حماس"، تعامل تل أبيب مع ملف الأسرى والمفقودين، وقالت "ليا غولدين" في حديث للإذاعة الإسرائيلية: "هدار ابني، لكنه جندي في الجيش الإسرائيلي أرسلته دولة إسرائيل إلى الحرب للدفاع عنها".
أضافت ليا: "كانت هناك حرب في مايو/أيار قبل سبعة أشهر، في المكان نفسه ضد العدو نفسه ولم يطلبوا (إطلاق سراح هدار) على الإطلاق"، وأردفت: "في لقاءات مع وزير الدفاع (بيني غانتس) ورئيس الأركان (أفيف كوخافي)، قيل لنا صراحةً إنه لم يكن من المخطط إعادتهم".
يُشار إلى أن إسرائيل تعتقل في سجونها نحو 4600 فلسطيني، 544 منهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو أكثر، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.