حذَّر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، السبت 1 يناير/كانون الثاني 2021، من أن بلاده "مستعدة للرد" على الحملة التي تقودها السلطات السودانية ضد المتظاهرين المنادين بالديمقراطية، معرباً عن قلقه من تولي الجيش للسلطة في البلاد.
جاءت تصريحات بلينكن، في بيان صدر عنه السبت 1 يناير 2022 الذي يوافق الذكرى الـ66 لاستقلال السودان، وقال إن استيلاء الجيش السوداني على السلطة مؤخراً يهدد خطط واشنطن لإقامة علاقات قوية مع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني.
أشار بلينكن إلى أن بلاده "كانت تأمل أن يوفر عام 2021 الفرصة للتعاون مع سودان ديمقراطي، لكن هذا المستقبل لم يعُد أكيداً بعد استيلاء الجيش على السلطة في أكتوبر/تشرين الأول والعنف الذي يُعامَل به المتظاهرون السلميون".
بلينكن دعا أيضاً السلطات السودانية إلى دعم إرادة المتظاهرين وتجديد التزامها بمستقبل ديمقراطي للسودان، وقال: "لا نرغب في العودة إلى الماضي، ومستعدون للرد على من يُعطّلون تطلعات الشعب السوداني لإقامة حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية، ومن يقفون في طريق المحاسبة والعدالة والسلام".
اعتبر بلينكن أن "ثمة سبيلاً للتقدم، لكنه يتطلب من قادة السودان الإسراع بتشكيل حكومة ذات مصداقية، وتشكيل مجلس تشريعي، وهيئات قضائية وانتخابية، ونقل قيادة مجلس السيادة".
كذلك، دعت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، أمس السبت، قوات الأمن إلى "الكف فوراً عن استخدام القوة المُميتة مع المتظاهرين، واتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان".
يُعد التحذير الذي أصدره وزير الخارجية الأمريكي، الأحدث في سلسلة التصريحات الأمريكية التي تهاجم الانقلاب العسكري بالسودان، فبعد أيام من استيلاء البرهان على السلطة، ندد المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، بقائد الجيش وأنصاره، قائلاً إنهم "اختطفوا وخانوا" التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني.
احتجاجات بالسودان
يتزامن التحذير الأمريكي مع استعداد المتظاهرين في السودان للاحتجاج مجدداً، اليوم الأحد 2 يناير/كانون الثاني 2022؛ للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي في البلاد.
من جانبها تأهبت السلطات السودانية وأغلقت أمس السبت، 4 جسور من أصل 10 بالعاصمة الخرطوم، عشية الاحتجاجات التي دعا إليها "تجمُّع المهنيين"، و"لجان المقاومة"؛ للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي.
الهدف من إغلاق الجسور هو منع المتظاهرين من الوصول إلى محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، ونقلت وكالة الأناضول عن شهود، صباح الأحد، قولهم إن "الأمن السوداني يغلق طرقاً بمحيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم، وينشر تعزيزات أمنية قبيل المظاهرات".
كان "تجمُّع المهنيين السودانيين" (قائد الحراك الاحتجاجي في البلاد)، و"لجان المقاومة"، قد دعوا إلى مظاهرات، اليوم الأحد، تحت شعار "الوفاء للشهداء"، تنديداً بالاتفاق السياسي الموقَّع بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة بالحكم المدني.
يُذكر أنه منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات رداً على إجراءات استثنائية اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.