قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، واجه صعوبات بالغة في مصالحة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك بعد أزمة دبلوماسية بين البلدين، وذلك وفق مستندات كشف عنها الأرشيف الوطني البريطاني.
الوثائق التي كشف عنها الأرشيف الوطني البريطاني أوضحت أن توني بلير زار مصر في أوائل عام 1998؛ للمساعدة في تسهيل العلاقات بين البلدين بعد أن أساء رئيس الوزراء البريطاني عن غير قصد، إلى الرئيس حسني مبارك قبلها بعام تقريباً، وفقاً لوثائق أصدرتها الحكومة البريطانية مؤخراً.
زيارة توني بلير لحسني مبارك
تُظهِر الملفات التي تغطي السنوات من 1998 إلى 2000، والتي نُشِرَت في الأرشيف الوطني البريطاني، الخميس 30 ديسمبر/كانون الأول 2021، أنَّ بلير قرر إجراء الزيارة بعد أن شعر مبارك بالإهانة، بسبب الفشل في تنظيم مكالمة هاتفية عندما اتصل ببلير ليقدم له تهنئته بفوزه في انتخابات عام 1997.
كتب مسؤول كبير بوزارة الخارجية البريطانية، في مذكرة بتاريخ 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1997: "يبدو أنَّ عدم وجود استجابة حتى الآن لمحاولة مبارك الهاتفية التهنئة كان له تأثير مدمر في علاقاتنا مع مصر".
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The National، طرح بلير بعد ذلك فكرة زيارة القاهرة وهو في طريقه إلى اليابان، لإجراء محادثات تجارية في يناير/كانون الثاني 1998؛ لتهدئة مبارك.
كتب في هوامش المذكرة: "لماذا حدث هذا؟ تحدث إليَّ، هل مصر على الطريق إلى اليابان؟".
مكالمة هاتفية بين توني بلير ومبارك
تُظهِر الوثائق أنَّ بلير ومبارك تحدثا هاتفياً بعد 11 يوماً من تعميم المذكرة رداً على مذبحة الأقصر، التي شهدت مقتل 62 شخصاً، معظمهم من السياح، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1997 بالدير البحري، وهو موقع أثري وجذب سياحي رئيسي عبر نهر النيل من الأقصر.
قبل لقاء بلير مع مبارك في أبريل/نيسان 1998، تلقى رئيس الوزراء تحذيراً في مذكرة إحاطة أعدتها السفارة في القاهرة، من أنَّ مصر أصدرت قائمة تضم 14 شخصاً مطلوبين في هجوم الأقصر، من ضمنهم ثلاثة قالت إنهم كانوا مقيمين بالمملكة المتحدة.
أضافت المذكرة أنَّ مبارك كان "عصبياً" بشأن أولئك الذين قيل إنهم في المملكة المتحدة. وأشارت المذكرة، التي أعدّت بلير للزيارة: "لقد طلب (مبارك) من مسؤوليه إيجازاً كاملاً وسينتقد رئيس الوزراء (بأدب)".
محاولة قتل كبار المسؤولين
أضافت المذكرة: "إنه ساخط تحديداً، لأنَّ الأشخاص الذين ثبتت إدانتهم هنا بمحاولة قتل كبار السياسيين، يمكنهم العمل والتحدث بحرية في بريطانيا".
واقترحت أن "السيد بلير بإمكانه أن يشير إلى التعاون الاستخباراتي، والحزمة الجديدة المتفق عليها للتدريب على مكافحة الإرهاب، والتي تبلغ قيمتها أكثر من مليون جنيه إسترليني على مدار عامين".
عقب الرحلة، كتب السفير البريطاني: "كان المصريون يشعرون بأننا غير مهتمين. لكنهم كانوا سعداء عندما اكتشفوا أنَّ الأمر ليس كذلك".