أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، نجاح بلاده في تجربة إطلاق صاروخ من نوع "تسيركون"، تفوق سرعته سرعة الصوت خمس مرات، وهي التجربة التي أقيمت ليلة الخميس، وفق ما نقلته وكالة "أنترفاكس" الروسية.
الرئيس الروسي أشاد بالصاروخ باعتباره جزءاً من جيل جديد من منظومة أسلحة لا مثيل لها.
في تصريح مصور نقلته وسائل إعلام روسية، قال بوتين إن بلاده قد تمكنت من إطلاق صاروخ "تسيركون" الفرط-صوتي، وقد علق عليه قائلاً: "هذا أحدث صاروخ لدينا، يعمل على كل من الأهداف البحرية والبحرية والأرضية".
حسب الوكالة الروسية، فإن تصريح الرئيس الروسي كان خلال اجتماع مشترك لمجلس الدولة ومجلس العلوم والتعليم الروسيين، وقد اعتبر بوتين أن هذا الحدث "أمر عظيم للبلاد" بعد أن أجريت "الاختبارات بشكل ناجح ودون تسجيل أية أخطاء"، على حد تعبيره.
المتحدث نفسه شدد كذلك على أن هذا الحدث سيعزز قدرات بلاده العسكرية والأمنية، واعتبره "خطوة مهمة من أجل زيادة قدراتنا الدفاعية".
لم يفوّت الزعيم الروسي المناسبة دون تقديم الشكر إلى "كل من من ساهم في هذا الحدث البارز".
جدير ذكره، أنه في وقت سابق نشرت وزارة الدفاع الروسية مقاطع فيديو على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تليغرام" تُظهر اللقطات الأولى لتجربة الصاروخ الناجحة.
يعتبر هذا الصاروخ ضمن الأحدث على المستوى العالمي، وتصل سرعته القصوى إلى 5 "ماخ" أي ما يعادل 5 مرات سرعة الصوت، كما أنه يقطع نحو 2.65 كم في ثانية على ارتفاع 20 كم، أي أكثر من 10 آلاف كم في الساعة.
كذلك، بإمكان هذا الصاروخ ضرب أهداف على البر أو على سطح الماء بفاعلية كبيرة، وعلى بعد نحو 1000 كم، حسب ما نقلته وسائل إعلام روسية.
تنافس شرس على الصواريخ "الخارقة"
يأتي هذا التطور، في ظل تنافس شرس بين كل من الصين وأمريكا وروسيا حول امتلاك أقوى الصواريخ الأسرع من الصوت.
الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن البحرية والجيش اختبرا نماذج أولية لمكونات أسلحة أسرع من الصوت، من شأنها أن تساعد في توجيه عملية تطوير أسلحة جديدة، ووصفت الاختبارات الثلاثة بالناجحة.
هذه الاختبارات أجريت في اليوم نفسه الذي قال فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه قلِق بشأن الأسلحة الصينية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
في تقرير سابق لها، قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، إن الصين اختبرت قدرة فضائية جديدة، بإطلاقها صاروخاً سرعته تفوق سرعة الصوت، وذلك في إطار المنافسة المُحتدمة مع الولايات المتحدة الأمريكية حول تعزيز القدرات العسكرية للبلدين بهذا النوع من الأسلحة.
الصحيفة نقلت عن عدة مصادر مطلعة على التجربة، قولها إن بكين أطلقت، في أغسطس/آب 2021، صاروخاً قادراً على حمل رأس نووي، حلّق حول الأرض على مدار منخفض، قبل الهبوط صوب هدفه الذي أخفقه بفارق 32 كم.
مصادر الصحيفة أشارت إلى أن عملية الإطلاق تمت بواسطة صاروخ من طراز "المسيرة الطويلة" (لونغ مارتش)، وهي صواريخ تعلن الصين عادة عن إطلاقها، في حين بقيت العملية هذه المرة سرية.
جاء في التقرير، أن هذا التقدم الذي حققته الصين على صعيد الأسلحة الفرط-صوتية "فاجأ الاستخبارات الأمريكية". والمتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، رفض الإدلاء بأي تعليق على ما ورد في التقرير، لكنه قال: "أعربنا بوضوح عن مخاوفنا بشأن القدرات العسكرية التي تُواصل الصين تطويرها".