كشفت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن واشنطن تستعد لفرض عقوبات على الصين على خلفية تقرير استخباراتي أفاد بأن السعودية استوردت تكنولوجيا الصواريخ الحساسة من الجيش الصيني، وتقوم حالياً بتصنيع صواريخها الباليستية، مما أثار مخاوف جديدة لدى واشنطن من حدوث سباق تسلح في الشرق الأوسط.
وكشف تقرير استخباراتي أن السعودية تقوم بتحركات جديدة لزيادة التعاون العسكري مع الصين في اتجاه أثار غضب إدارة بايدن، وسط أزمة متصاعدة بين واشنطن وبكين.
عقوبات أمريكية على الصين
فيما قال أحد المسؤولين المطلعين على التقرير إن الولايات المتحدة تستعد لفرض عقوبات على الجهات الصينية بشأن عمليات نقل الصواريخ، ولكن ليس على المسؤولين أو المؤسسات السعودية، على حد قولهم.
مستشارون سعوديون ومسؤول مطلع على المخابرات الأمريكية قالوا إن الحكومة السعودية طلبت المساعدة من "القوة الصاروخية لجيش التحرير الشعبي الصيني"، وهو الجناح الخاص المكلف بالصواريخ، وأضاف المستشارون أن هذه المحادثات انتقلت إلى مرحلة الحصول الفعلي على معدات من الجيش الصيني.
وأضافوا أن الجيش الصيني نقل أيضاً دفعات متعددة من صواريخ "دونغ فنغ" الجاهزة منذ حوالي عام 2018 وحتى ربيع هذا العام. وأثارت وكالات المخابرات الأمريكية مخاوف بشأن عمليات النقل، لكن إدارة بايدن كانت مترددة في فرض عقوبات على السعودية، الشريك الاستراتيجي في المنطقة.
ويشار إلى أن واشنطن لطالما رفضت بيع الصين صواريخ باليستية للرياض. ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض التعليق. ولم يرد المسؤولون الصينيون على الفور على طلبات التعليق.
السعودية تبحث عن بديل لمواجهة إيران
ومن المحتمل أن يكون الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران هو الدافع الرئيسي لتطوير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، إذ يقول محللون إن الحكومة السعودية تريد على الأرجح مواجهة ترسانة إيران الكبيرة من الصواريخ الباليستية.
ويشير محللون إلى أن تطوير الرياض لبرنامج الصواريخ الباليستية الخاص بها يمكن أن يعقد المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الدولي المبرم عام 2015 مع إيران، إذ طالبت إيران في وقت سابق بإخضاع برامج الصواريخ الباليستية الأخرى في المنطقة، وتحديداً إسرائيل، للنقاش في المفاوضات.
ويأتي هذا في الوقت الذي تخشى فيه دول الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة للعب دور حاسم في المنطقة، وهو شعور تخللته السعودية عام 2019 بعد امتناع إدارة ترامب عن الرد على إيران عندما تعرضت المملكة لهجوم من الحوثي.
السعودية تتجه إلى الصين
يشار إلى أنه بعد حرمان الرياض من الحصول على الصواريخ الباليستية الأمريكية، طرقت الرياض باب بكين، التي أثبتت في السابق استعدادها لتصدير الأسلحة إلى إيران عندما رفضت موسكو وواشنطن القيام بذلك.
وتزايدت مبيعات الأسلحة الصينية للشرق الأوسط يوماً بعد يوم، خاصة في مجال الطائرات المسيرة، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري ومستثمر أجنبي لعدة دول في المنطقة. ورغم أن تركيز الصين الرئيسي ينصب في الوقت الحالي على إبرام صفقات استثمارية اقتصادية كبرى مرتبطة بمبادرة الحزام والطريق، ولا سيما مشاريع البنية التحتية والربط، لاحظت بكين على ما يبدو سوق الأسلحة المربح في الشرق الأوسط.