لا ترى أحياناً في الأماكن المظلمة؟ قد تكون مصاباً بـ”العشى الليلي”.. إليك أسبابه وطرق الوقاية منه

الحالة الصحية غالباً ما تكون عرضاً جانبياً لحالات صحية كامنة، مثل ضعف النظر أو مشاكل شبكية العين.

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/23 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/23 الساعة 13:06 بتوقيت غرينتش
العمى الليلي يحدث بسبب عدم قدرة العين على التأقلم على اختلافات الإضاءة - iStock

العمى الليلي أو العشى الليلي، الذي يُدعى طبياً باسم nyctalopia، هو حالة مرضية تؤدي إلى عدم القدرة على الرؤية جيداً في الليل أو في الإضاءة الضعيفة، مثل الرؤية في المطعم أو دور السينما أو عند القيادة ليلاً.

ما هو العشى الليلي، وكيف يحدث؟

على الرغم من أن العمى الليلي يؤثر سلباً على قدرة الشخص على الرؤية في الضوء الخافت، فإنه لا يسبب العمى الكامل، لكنه قد يؤدي إلى مشاكل في رؤية لافتات الطريق أثناء القيادة ليلاً.

كما قد يستغرق الأمر أيضاً وقتاً أطول من المعتاد حتى تتكيف العين عند الانتقال من الأماكن المضاءة إلى الأماكن المظلمة.

قد تحدث الحالة بشكل وراثي أو بسبب نقص العناصر والمعادن الهامة في الجسم - iStock
قد تحدث الحالة بشكل وراثي أو بسبب نقص العناصر والمعادن الهامة في الجسم – iStock

العشى الليلي هو أحد أعراض بعض الحالات الأساسية، التي قد يكون لها عدة أسباب.. نناقش في هذا التقرير الأعراض والأسباب المحتملة وعلاجات العمى الليلي.

هو ليس مرضاً في حد ذاته، بل هو أحد أعراض المشاكل الكامنة في العينين، وعادة ما تكون مشكلة في الشبكية. أيضاً من الشائع أن يعاني الأشخاص المصابون بقصر النظر من بعض الصعوبات في الرؤية الليلية، ولكن في تلك الحالة لا يكون ذلك بسبب أمراض الشبكية، بل بسبب مشاكل بصرية.

في هذا التقرير نستعرض أسباب الإصابة بالعمى الليلي أو العشى الليلي، وكيف من الممكن السيطرة على الحالة ومعالجة الأسباب الكامنة وراءها.

أعراض الإصابة بالعشى الليلي

العرض الوحيد للعمى الليلي هو صعوبة الرؤية في الظلام والأماكن المُعتمة.

ومن المرجح أن تعاني من العمى الليلي عندما تنتقل عيناك من بيئة مشرقة إلى منطقة ذات إضاءة منخفضة، كما هو الحال عندما تغادر الشارع لدخول مطعم أو متجر ذو إضاءة خافتة.

من المحتمل أيضاً أن يعاني المصاب بالعشى الليلي من ضعف الرؤية عند القيادة بسبب السطوع المتقطع للمصابيح الأمامية وأضواء الشوارع على الطريق.

ولتحديد العمى الليلي، تقترح الأكاديمية الأمريكية لطب العيون أن يحاول الشخص الإجابة على تلك الأسئلة التالية:

  1. هل التنقل في المنزل في الضوء الخافت يمثل تحدياً صعباً؟
  2. هل القيادة في الليل صعبة عليك بشكل متزايد؟
  3. هل من الصعب التعرف على الوجوه في الضوء الخافت؟
  4. هل يستغرق الأمر وقتاً طويلاً بشكل غير طبيعي للتكيف مع غرفة مضيئة بعد أن تكون في الظلام؟
  5. هل يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى ترى في غرفة مظلمة بعد أن تكون في الضوء؟
القيادة للمصاب بالعمى الليلي قد تكون خطوة خطيرة - iStock
القيادة للمصاب بالعمى الليلي قد تكون خطوة خطيرة – iStock

قد تحدث أعراض أخرى أيضاً مع العمى الليلي. وستعتمد طبيعة هذه الأعراض على السبب الأساسي الكامن وراء الحالة، ولكنها بحسب الأكاديمية قد تشمل الآتي:

  • الإصابة بالصداع.
  • المعاناة من ألم العينين.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الرؤية الضبابية أو الغائمة.
  • الحساسية للضوء.
  • صعوبات في الرؤية من مسافة بعيدة.

الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالعمى الليلي

كشفت موقع Cleveland Clinic للصحة والمعلومات الطبية أنه من الممكن أن تسبب بعض الحالات الصحية والأمراض الجسدية إلى الإصابة بالعمى الليلي، بما في ذلك:

  • قصر النظر، أو عدم وضوح الرؤية عند النظر إلى الأشياء البعيدة.
  • إعتام عدسة العين أو غشاوة عدسة العين.
  • التهاب الشبكية الصباغي، والذي يحدث عندما تتجمع الصبغة الداكنة في شبكية العين وتخلق رؤية نفقية.
  • متلازمة أوشر، وهي حالة وراثية تؤثر على السمع والرؤية.
  • كبار السن أكثر عرضة للإصابة بإعتام عدسة العين. ومن ثم فإنهم أكثر عرضة للإصابة بالعمى الليلي بسبب إعتام عدسة العين مقارنة بالأطفال أو الشباب.
  • كذلك في أجزاء من العالم حيث قد تختلف الحميات الغذائية بشكل قد يؤدي لنقص حاد في فيتامين (أ) الذي يسبب أيضاً العشى الليلي.
  • ويلعب فيتامين أ، المعروف أيضاً باسم الريتينول، دوراً في تحويل النبضات العصبية إلى صور في شبكية العين. وجدير بالذكر أن شبكية العين هي منطقة حساسة للضوء في مؤخرة العين.
  • الأشخاص الذين يعانون من قصور البنكرياس، مثل الأفراد المصابين بالتليف الكيسي، يجدون صعوبة في امتصاص الدهون ويكونون أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين "أ" لأن فيتامين "أ" قابل للذوبان في الدهون. هذا يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالعمى الليلي.
  • الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم أو مرض السكري لديهم أيضاً مخاطر أعلى للإصابة بأمراض العين، مثل إعتام عدسة العين الذي يؤدي بدوره للعشى الليلي.

طرق العلاج الأمثل لتلك الحالة

يختلف علاج العمى الليلي وفقاً للسبب الذي أدى للمعاناة منه عند الشخص المصاب، والذي قد يختلف من حالة لأخرى.

وقد يشمل العلاج ارتداء أنواع معينة من النظارات أو العدسات اللاصقة، والتي يمكن أن تساعد في دعم الرؤية الصحيحة.

وبحسب موقع Medical News Today، يمكن أن يؤدي ارتداء النظارات الشمسية أيضاً إلى حماية العين من الأشعة فوق البنفسجية، والتي يمكن أن تسبب المزيد من الضرر للعين.

عندما يكون السبب هو نقص فيتامين أ، فإن العلاج يشمل إضافة المزيد من فيتامين "أ" إلى النظام الغذائي. 

أخيراً، قد تكون جراحة العيون ضرورية في الحالات الأكثر خطورة. على سبيل المثال، عمليات الليزك هي نوع من الجراحة التي تغير شكل القرنية لتحسين الرؤية.

كما قد تهدف أنواع الجراحة الأخرى إلى إزالة إعتام عدسة العين من العين أو تحرير الضغط في العين لعلاج الجلوكوما.

العمى الليلي له العديد من الأسباب وقد يحرمك من الحياة بصورة طبيعية - iStock
العمى الليلي له العديد من الأسباب وقد يحرمك من الحياة بصورة طبيعية – iStock

وفي بعض الحالات، قد لا يكون العمى الليلي قابلاً للعلاج. مثل التهاب الشبكية الصباغي الذي لا يوجد له حالياً علاجات فعالة، على الرغم من أن بعض أجهزة العين وخدمات العلاج قد تحسن الأعراض ونوعية الحياة.

قد يكون من المفيد اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل بعض المخاطر التي يمكن أن يسببها العمى الليلي. قد يعني هذا عدم القيادة ليلاً، أو تجنب الاضطرار إلى التنقل في الظلام قدر الإمكان.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالعمى الليلي؟

يوضح موقع Healthline الطبي أنه لا يمكن منع العشى الليلي الناتج عن عيوب النظر والعينين أو الحالات الوراثية، مثل متلازمة أوشر.

ومع ذلك، يمكنك مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل صحيح وتناول نظام غذائي متوازن لتقليل احتمالية الإصابة بالعمى الليلي.

كذلك يُعد تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن عاملاً مهماً للوقاية من إعتام عدسة العين. اختر أيضاً الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من فيتامين "أ" لتقليل خطر الإصابة.

وتعتبر بعض الأطعمة ذات اللون البرتقالي مصادر ممتازة لفيتامين أ، وبعض الخضروات الأخرى، بما في ذلك:

  • الشمام.
  • البطاطا الحلوة.
  • جزر.
  • القرع.
  • الجوز.
  • المانجو.
  • السبانخ.
  • الكرنب الأخضر.
  • الحليب.
  • البيض.
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية الواردة في المقالة

يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.

إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.

تحميل المزيد