قال قادة سياسيون وأمنيون لموقع Middle East Eye البريطاني، إن الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، التي أُضعِفَت وتقع الآن تحت الضغط مُنِحَت شريان حياة جديداً، نتيجة عدم انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من العراق بحلول نهاية هذا العام.
الموقع البريطاني أضاف في تقريره، الأربعاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2021، أن القادة قالوا إنه مع انتهاء الموعد النهائي للانسحاب في 31 ديسمبر/كانون الأول، يمكن لهذه الفصائل أن تؤكِّد نفسها من جديد على الساحة السياسية والأمنية، من خلال خطابها العدواني، وتجديد الهجمات على أهدافٍ أمريكية.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بدأت هدنةٌ غير رسمية بين الفصائل والولايات المتحدة، حيث وعدت الجماعات المدعومة من إيران بالكفِّ عن هجماتها حتى العام الجديد، وطالَبَت القوات الأمريكية بالمغادرة بالكامل بحلول ذلك الوقت.
في أواخر يوليو/تموز، قالت الحكومة العراقية إنها أبرمت اتفاقاً مع واشنطن انسحاب القوات الأمريكية بحلول نهاية عام 2021. ولكن على الأرض، أصبح من الواضح بصورةٍ متزايدة أن الولايات المتحدة تعيد نشر قواتها، بدلاً من الانسحاب.
الفصائل الإيرانية بالعراق تتوعد
كانت فصائل مُسلَّحة، بصدارةٍ من جماعة عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، قد أعلنت أنها ستستأنف عملياتها العسكرية اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني، وأنها ستستهدف جميع المصالح الأمريكية في العراق، بما في ذلك المواقع العسكرية والمقرات الدبلوماسية في جميع أنحاء البلاد.
رغم أن الموعد النهائي من أجل انسحاب القوات الأمريكية، لم يحن بعد، فقد استهدفت عدة هجمات قوافل دعمٍ لوجستي على الطريق السريع الذي يربط البصرة وبغداد، الأسبوع الماضي.
فيما قالت السلطات الأمنية العراقية إن هجوماً بصاروخ كاتيوشا استهدف، يوم الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول، السفارة الأمريكية في بغداد، دون أن يسفر عن وقوع إصابات.
في الوقت الحالي، تُعَدُّ الفصائل المدعومة من إيران في أدنى مستوياتها، بعد أن كان أداؤهم مخيفاً في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول، لكنهم تعرَّضوا لضغوطٍ بعد اتِّهامهم بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في نوفمبر/تشرين الثاني.
بينما عمَّقَت الانتخابات على وجه الخصوص الخلافات بين قادة الفصائل حول توجُّهاتهم والثروة التي يكتسبونها من مختلف المشاريع الشرعية وغير الشرعية.
عدم وضوح الحكومة لصالح الفصائل
قال قادة سياسيون وقادة فصائل مسلحة، إن "تلاعب الحكومة العراقية بالمفردات"، فيما يُسمَّى بـ"الانسحاب"، وعدم مطالبتها بخروجٍ أمريكي كامل كما وعدت أعاد هذه الفصائل إلى الواجهة وعزَّزَ موقفها.
كما قال سياسي شيعي بارز مُقرَّب من إيران: "كانت هذه الفصائل في موقفٍ لا تُحسَد عليه، يمكن القول إنهم كانوا في أضعف حالاتهم منذ سنوات، وكانوا يترنَّحون تحت وطأة الضربات الأخيرة التي تلقوها من عدة جهات".
أضاف: "حتى إيران وقفت تشاهد الموقف ولم تمد يد العون لهم، وقد امتنع الإيرانيون عن التدخُّل في مصلحة هذه الفصائل حتى الآن". وتابع قائلاً: "لسوء الحظ، أعادت لعبة الكاظمي، إن جاز لي أن أسميها لعبة، إحياءهم، وعزَّزَت مكانتهم، وأعادتهم إلى الواجهة كلاعب رئيسي في المشهد السياسي والأمني".
الحكومة المقبلة سيكون لها دور
مَنَحَت النتائج الأوَّلية للانتخابات حوالي 20 مقعداً برلمانياً فقط للفصائل المسلَّحة المدعومة من إيران، وهو عددٌ لا يُقارَن بالـ74 مقعداً التي فازت بها حركة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
ما يثير القلق بالنسبة للفصائل، أن إيران الراعية لها، على ما يبدو، ليست لديها مشكلةٌ في تشكيل الصدر حكومة بدونها. وهذه التطورات مجتمعة تضعهم في موقفٍ دفاعي، وهو وضعٌ لم تعتد عليه، ومع ذلك ربما تتغيَّر الأمور.
إذ قال مستشار سابق لرئيس الوزراء: "السلاح بحاجةٍ إلى مبرِّر، ووجود القوات الأمريكية في العراق هو أفضل مبرِّر لهم للاحتفاظ بأسلحتهم وإضفاء الشرعية على وجودهم".
أضاف: "هناك ضغطٌ كبيرٌ عليهم، لذا سيستخدمون هذه القضية في صالحهم. ستكون هذه الحجة من أهم الأوراق التي سيلعبون بها مع الصدر وبقية الأحزاب السياسية في الفترة المقبلة، لنفترض أنها ستكون تذكرة عودتهم إلى الساحة السياسية".