قالت وسائل إعلام حكومية في روسيا إن موسكو قد تخوض حرباً مع الناتو، وذلك بعد تهديد الكرملين بتصعيد التوترات مع الدول الغربية إذا لم يُجب حلف شمال الأطلسي (الناتو) مطلبه بسحب قواته من الدول الأعضاء في الحلف في شرق ووسط أوروبا، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021.
كانت موسكو قد قدمت مقترحات بـ"ضمانات أمنية" للبلاد، الأسبوع الماضي، طالبت فيها حلف شمال الأطلسي أيضاً بوقف توسعه شرقاً في أوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفييتي سابقاً، ومنها أوكرانيا.
تهديدات روسيا لأمريكا
قال مذيع في قناة Rossiya 1: "على الولايات المتحدة أن تدرك أن هيمنتها قد انتهت". وأضاف: "إما أن يتراجعوا طوعاً أو سنجبرهم على ذلك كرهاً، وروسيا لن تقدم أي ضمانات لبقاء أوكرانيا، خاصة كدولة ذات سيادة، وربما نحن حقاً على شفا حرب مع الناتو".
فيما قال البيت الأبيض إنه سيناقش المقترحات مع حلفائه في أوروبا، لكنه شدد على أنه لا يمكن السماح لموسكو بالتدخل في قرارات السياسة الخارجية للدول ذات السيادة.
بينما قال الكرملين يوم الأحد، 19 ديسمبر/كانون الأول، إنه لم يتلق بعد رداً حاسماً من الناتو. وقال سيرجي ريابكوف (61 عاماً)، نائب وزير الخارجية الروسي، إن أي تأخير في المفاوضات قد يؤجج التوترات التي تفاقمت في الأشهر الأخيرة بعد حشد روسيا لقواتها بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا، وينفي الكرملين أن روسيا تخطط لغزو.
كما قال الكرملين إن يوري أوشاكوف، كبير مستشاري الرئيس بوتين في السياسة الخارجية، وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، ناقشا مطالبات روسيا في مكالمة هاتفية "سريعة وعملية".
ما الذي تطلبه موسكو؟
تطالب موسكو بحظر انتشار الناتو في الدول التي انضمت إلى التحالف العسكري الغربي بعد عام 1997، ما لم يوافق الكرملين عليه.
في حال وافق الناتو على المقترحات التي قدمها الكرملين فسيتعين عليه سحب جنوده ومنظومات دفاعه الصاروخية من بولندا ورومانيا، وكذلك من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
سيصبح الناتو ملزماً علناً بالتنصل من وعد قطعه عام 2008 بأنه سيسمح لأوكرانيا وجورجيا يوماً بالانضمام إلى الحلف. وقال بوتين (69 عاماً) إن روسيا ستعتبر قبول أوكرانيا في الناتو تهديداً لأمنها القومي.
فيما هدد ريابكوف، الأسبوع الماضي، بأن روسيا قد "تضطر" إلى نشر صواريخ نووية متوسطة المدى على حدودها الغربية مع أوروبا إذا رُفضت مطالبها.
هذا وازدادت التوترات بين برلين وموسكو يوم الأحد، بعدما طردت روسيا دبلوماسيين ألمانيين رداً على حكم محكمة ألمانية بأن موسكو أمرت باغتيال زليمخان خانغوشفيلي، القائد السابق للمتمردين الشيشان، الذي قُتل بالرصاص في حديقة في برلين عام 2019.