علقت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، على أحكام بالسجن أصدرها القضاء المصري بحق عدد من الناشطين السياسيين، بينهم علاء عبد الفتاح، إذ أعربت واشنطن عن خيبة أملها من قرار القضاء المصري، فيما اعتبرت القاهرة أنه من غير المناسب بأي شكل التعليق أو التطرق إلى أحكام تصدر من القضاء.
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قال إن "واشنطن ناقشت مع القاهرة قضايا حقوق الإنسان بشكل مستمر، وأبلغت القاهرة أنه يمكن تحسين العلاقات بين البلدين إذا حققت تقدماً في ملف حقوق الإنسان".
وأكد برايس أن "الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان يجب أن يكونوا قادرين على ممارسة حريتهم في التعبير من دون مواجهة عقوبات جنائية".
تعليق مصر
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، ردّ على ما أشار إليه متحدث وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الأحكام القضائية المصرية الصادرة ضد الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، وأكد حافظ أنه ليس من المناسب إطلاقاً التعليق بأي شكل أو التطرق إلى أحكام تصدر من القضاء تنفيذاً لقوانين، واستناداً لأدلة وأسانيد دامغة وقاطعة، في إطار مسار قضائي عادل ونزيه ومستقل.
وشدد حافظ على أنه لا يجوز تناول مثل تلك المسائل القضائية في أي أطر سياسية، أو ربطها بمسار العلاقات بين البلدين، لما ينطوي عليه ذلك من تعقيدات غير مبررة.
أحكام بالسجن ضد ناشطين في مصر
يأتي تعليق واشنطن بعد أن كشف مصدر قضائي أن محكمة مصرية قضت بسجن الناشط البارز علاء عبد الفتاح خمس سنوات، بعد محاكمته بتهمة نشر أخبار كاذبة، كما حُكم على المدون محمد إبراهيم، والمحامي محمد الباقر بالسجن أربع سنوات في نفس الاتهامات.
كانت السلطات المصرية قد اعتقلت علاء عبد الفتاح على ذمة القضية 1356 لسنة 2019، منذ سبتمبر/أيلول عام 2019، وذلك بتهم "الانضمام لجماعة إرهابية، وإساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، ونشر أخبار كاذبة".
الحكم الذي أصدرته المحكمة المصرية يأتي بعد أيام من دعوة وجَّهتها برلين، عبر بيان لسفارتها بالقاهرة، للسلطات المصرية، لإطلاق سراح 3 ناشطين، وهم: المحامي محمد الباقر، والناشطان السياسيان علاء عبد الفتاح ومحمد إبراهيم.
غير أن القاهرة رفضت تصريحات برلين، وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إنها "ترفض التصريح الصادر عن الحكومة الألمانية بشأن جلسة المحاكمة المنتظرة (الإثنين) لعدد من المتهمين أمام القضاء المصري".
رسالة انتحار من علاء عبد الفتاح
كان الناشط المصري المعروف علاء عبد الفتاح قد أثار حالة من التعاطف بعد تهديده بالانتحار، بسبب الضغوط "النفسية الرهيبة التي يعيشها في السجن"، ووضعه في السجن الانفرادي، سبتمبر/أيلول الماضي.
منى سيف، شقيقة الناشط المصري علاء عبد الفتاح، نشرت رسالة مؤثرة خطَّها بيديه، وذلك بعد يوم واحد من تهديده بالانتحار، قال فيها إنه يمر بفترة صعبة للغاية، لكنه وعد بألا يستسلم.
في رسالته سلّط علاء الضوء على جزء من معاناته اليومية، بسبب عزله في السجن ومنعه من ممارسة أنشطة يمارسها كل السجناء، إذ قال بهذا الخصوص: "الأصعب هو استمرار الوضع ده، مقفول عليّ 24 ساعة، مبعملش أي حاجة، مفيش ولا نشاط ذهني غير ماتش شطرنج واحد في اليوم، ويوم ويوم بطبخ".