حظي المنتخب الجزائري لكرة القدم، مساء الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول 2021، باستقبال حكومي وآخر شعبي من آلاف الجماهير، عقب عودته إلى البلاد متوجاً ببطولة كأس العرب لأول مرة في تاريخه.
واستقبل محاربي الصحراء في مطار هواري بومدين الدولي في الجزائر العاصمة رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن ومعظم أعضاء الحكومة، الذين تبادلوا أطراف الحديث مع اللاعبين والطاقم الفني.
وبعد استقباله في القاعة الشرفية بالمطار، غادر المنتخب على متن حافلة مكشوفة، أحاطت بها الجماهير وهي تسير ببطء على الطريق السريع بين المطار ومنطقة الدار البيضاء شرقي العاصمة ثم إلى وسطها، بحسب لقطات بثها التلفزيون الرسمي من طائرة مروحية وكاميرات على طول الطريق.
ورغم برودة الطقس وحلول الظلام، فإن مئات الجزائريين اصطفوا على جانبي الطريق الرابط بين المطار ووسط العاصمة، لتحية "أبطال العرب"، حاملين أعلام الجزائر وفلسطين.
كما دعت الشرطة، في وقت سابق عبر بيان، المواطنين وأصحاب السيارات إلى تفادي الطريق السريع الرابط بين المطار ووسط العاصمة، لتجنب الاختناق المروري عقب وصول المنتخب المتوج من الدوحة.
ومنذ منتصف نهار الأحد، انتشر أفراد من الشرطة، لاسيما في محيط المطار وصولاً إلى وسط العاصمة ومداخل ومخارج الطرق السريعة، وحظيت الحافلة المكشوفة بمرافقة أمنية لافتة من سيارات وأفراد الشرطة.
وتلقى اللاعبون والمدرب وبقية الطاقم التحية من الجماهير على طول الطريق السريع، مروراً بجامع الجزائر ومتنزه "الصابلات" الساحلي، وصولاً إلى ساحة "أول مايو" في قلب المدينة.
وأطلقت سيارات مواطنين العنان لأصوات أبواقها وأغانٍ رياضية احتفاء بالأبطال، كما دوت أصوات ألعاب نارية على طول الطريق وفي ساحة "أول مايو" كما رافقت مئات السيارات لمواطنين ودراجات نارية موكب المنتخب عبر مساره، بينما قطع آخرون كيلومترات عديدة سيراً على الأقدام وراء الحافلة المكشوفة.
وتجمع آلاف الأنصار في ساحة "أول مايو" منذ قبل ساعات من وصول "محاربي الصحراء" وغنى ورقص الكثيرون على وقع أغانٍ رياضية وألعاب نارية وشماريخ.
ووجدت الشرطة الجزائرية صعوبات في تسيير حركة المرور في ساحة "أول مايو"؛ بسبب زحمة خانقة سبقت وصول المنتخب بساعات، وفي ساحة "البريد المركزي"، انتظر الآلاف حافلة المنتخب، وسط أغان وأهازيج وألعاب نارية.
ويعتبر هذا الاستقبال هو الثالث من نوعه، حيث حظي "محاربو الصحراء" بمثله عام 2009، عقب تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم 2010 في دولة جنوب إفريقيا، إثر الفوز على المنتخب المصري في مباراة فاصلة، والآخر في يوليو/تموز 2019 عقب التتويج بكأس الأمم الإفريقية في القاهرة لثاني مرة في تاريخ الجزائر.
وتلقى المنتخب الجزائري تهاني رسمية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس وزرائه ومسؤولين كبار آخرين، إضافة إلى أخرى من نجوم المنتخب الأول المحترفين في أندية أوروبية (لم يشاركوا في البطولة)، ومنهم رياض محرز وإسماعيل بن ناصر.
والسبت، توجت الجزائر بكأس العرب (فيفا 2021)، إثر تغلبها على منتخب الجارة تونس بهدفين دون رد، بعد التمديد إلى شوطين إضافيين، في "استاد البيت" بدولة قطر.
وخلال 9 نسخ سابقة من بطولة كأس العرب على مدار نحو 6 عقود، توجت 5 منتخبات باللقب، ويعد المنتخب العراقي الأكثر تتويجاً بـ4 ألقاب، يليه السعودي بلقبين، وكل من مصر والمغرب وتونس بلقب واحد.