أطلقت ميلانيا ترامب، سيدة أمريكا الأولى السابقة، منصة رقمية خاصة بها من "الرموز غير القابلة للاستبدال" (NFTs)، وذلك بهدف بيع صورة مائية على موقعها على الإنترنت.
الصورة الرقمية التي تود ميلانيا بيعها تحمل اسم "رؤية ميلانيا"، وذلك بقيمة تصل إلى 1 سولانا، وهي عملة مشفرة تقدر قيمتها حالياً بنحو 180 دولاراً، حسبما قالت صحيفة The Independent البريطانية الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول 2021.
يشار إلى أن الرموز غير القابلة للاستبدال، هي وحدات من البيانات الرقمية قد تكون صوراً أو مقاطع فيديو أو رسوماً متحركة أو مقطوعة موسيقية، أو غيرها من الملفات الرقمية، لكنها تحمل شهادات أصالة موثقة رقمياً باستخدام تقنية "البلوكتشين"، وبذلك تكون متاحة للعموم ومخزنة على أجهزة الكمبيوتر عبر الإنترنت، ما يجعل من الصعب واقعياً ضياعها أو تدميرها.
بحسب البيان الذي نشره موقع ميلانيا ترامب على الإنترنت، فإن المنتج سيكون متاحاً للبيع "على فترات منتظمة"، مع تخصيص جزء من العائدات لرعاية أطفال يعيشون في كنف عائلات حاضنة.
ولا يُعرف على وجه التحديد النسبة المئوية للعائدات التي سيجري التبرع بها، أو ما إذا كانت التبرعات ستُقدم إلى جمعيات خيرية خاصة بتبني الأطفال أو جهة أخرى.
حيلة تسويقية
على الجانب الآخر، يقول آرون دورفمان، رئيس اللجنة الأمريكية للعمل الخيري المستجيب (NCRP) ومديرها التنفيذي، إن أي شركة تصرح بأن "جزءاً من العائدات" سيذهب إلى الأعمال الخيرية دون إشارة محددة إلى المبلغ، فإن ذلك "علامة إنذار حمراء واضحة".
يوضح دورفمان أن "هذا يعني أن العمل الخيري ليس جزءاً جاداً من خطتهم، وأن الأمر ليس إلا حيلة تسويقية".
يُذكر أن عائلة ترامب لديها تاريخ مضطرب مع المؤسسات الخيرية، وإن كانت ميلانيا ترامب لم يسبق أن كان لها تورط مباشر في الأزمة التي ثارت حول مؤسسة خيرية كانت العائلة تديرها في نيويورك.
لكن عندما كان ترامب في الرئاسة، اضطر إلى دفع غرامة قدرها مليونا دولار أمرت بها المحكمة بعد أن اعترف بأنه أساء استخدام مؤسسته الخيرية على نحو جعلها أقرب إلى حصالة شخصية لجمع التبرعات، وصدر القرار وقتها بتوزيع الغرامة على ثماني جمعيات خيرية، وحلِّ المؤسسة.
بالإضافة إلى ذلك، وافق ترامب على قرار المحكمة بتقييد أنشطته في حال إنشاء مؤسسة خيرية جديدة، وطلبت ولاية نيويورك تدريباً إلزامياً لأبنائه، جونيور وإيفانكا ترامب وإريك ترامب، الذين كانوا مشاركين جميعاً في العمل بمؤسسة ترامب.
من جهة أخرى، ومع أنه غالباً ما يُروج للتعامل مع الرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال على أنه هواية ممتعة، فإن كثيرين يرون أنه استثمار. لكن كثيراً من الخبراء أوضحوا أنها، مثل العملات المشفرة، لا تخضع للوائح منظِّمة، ومن ثم ينبغي الحذر من ضخ الأموال فيها.